في جنوب لبنان كان رئيس إيران يردّد مزهوا: على العالم أن يعرف أن إسرائيل تسير إلى الهاوية، وبالتأكيد فإن الذين في رؤوسهم عقول يعرفون ما ذكره محمود أحمدي نجاد ويؤمنون به، لكنهم يدركون كلّ الإدراك أن نهاية إسرائيل لا يمكن أن تقع على يد الجيل الحالي من المسلمين الذين لا ينتجون غير الكلام ولا يستطيعون فعل شيء حتى تسقط إسرائيل في الهاوية· وهذه المرّة كما حصل في مرّات سابقة كثيرة، لم يتأخّر الردّ الصهيوني كثيرا، حيث ذهب رئيس وزراء بني صهيون إلى نفس المبنى الذي أعلن منه بن غوريون قيام ما يسمّى بدولة إسرئيل سنة 1948 ليقول: سمعنا اليوم بعض السباب، ولا يسعنا إلاّ أن نردّ عليه بالحديث من هنا، من نفس المكان الذي تمّ فيه إعلان قيام دولة إسرائيل قبل 62 سنة· ولا يحتاج كلام النتن ياهو إلى ذكاء كبير لفهم مغزاه، فإسرائيل تقول للمسلمين: أنتم تتكلّمون وأنا أفعل ما أشاء، مثلما يقول بعضنا لبعض: دزّو معاهم· فالمسلمون يتوعّدون منذ 62 سنة إسرائيل بالهلاك العاجل وبإلقائها في البحر وبإذاقتها الويلات، لكن من هلك ومات من الغمّ وذاق الويلات هم أبناء فلسطين، بينما يعيش بنو صهيون حياة سعيدة لا تنغّصها عليهم سوى بعض التفجيرات التي أصبحت نادرة· وربما أسعدت اللّهجة التي يتحدّث بها نجاد مئات الملايين من المسلمين، فالرجل يمتلك على الأقلّ القدرة على سبّ الصهاينة وإزعاجهم ودفعهم إلى الردّ عليه، عكس كثيرين من حكّام المسلمين الذين لا يكتفون بعدم معادة بني صهيون وإنما يوالونهم أيضا، وربما شعر بعض المعجبين بحماسته وحماسة حزب اللّه الشيعي وغيرهما في مواجهة إسرائيل بالكلام، لكن الحقيقة أن فلسطين لن تتحرّر ب الهدرة وإسرائيل لن تزيلها الخطابات، وإن أراد المسلمون تحرير الأولى ومحو الثانية من الخارطة فعليهم الاقتداء بحكّام إسرائيل·· يتكلّمون قليلا ويفعلون الأعاجيب·