يتَّجه عددٌ متزايد من مسلمي الهند إلى المواقع على شبكة الإنترنت؛ للحصول على إجابات لاستفساراتهم المتعلقة بالأمور الدينية والقضايا الاجتماعية. وفي هذا الصدد يقول (عبيد خان) أحد مسلمي الهند: (يريد المسلمون التعرُّف على آراء العلماء الموثقة علميًّا حول الموضوعات المتنوعة). وأضاف قائلاً: (يريدون الحصول على إجابات متعلقة بالإسلام، وموقفه من العنف والموضوعات الأخرى). وقال: إن المسلمين في الوقت الراهن يستخدمون التكنولوجيا الحديثة للحصول على إجابات لاستفساراتهم الدينية والاجتماعية. وأضاف: (في عصر فيس بوك وتويتر مَن يمكنه الابتعاد عن نحو هذه المواقع؟ فنتيجة لهذا السبب أصبحت هذه المواقع تكتسب الشهرة). عدد كبير من مسلمي الهند الآن أصبح يعتمدُ على مواقع الإنترنت للحصول على إجابات العلماء على الأسئلة الدينية والاجتماعية. ويشجِّع المسلمين على هذا الأمر أن مواقعَ الإنترنت تساعدُهم في الحصول على الإجابات في وقت قصير جدًّا، وذلك بقطع النظر عن المكان الذي يقيم به في العالم. يقول (فاراز) أحد الشباب المسلم: (أحصل على الإجابة بسهولة)، وقد سأل (فاراز) أحدَ المواقع عن حكم الغشِّ أثناء الاختبارات، ثم حصل على الإجابة بسرعة؛ حيث يقول: (لم يردَّ مفتي المدينة على سؤالي، وقال: إن سؤالي لم يكن مناسبًا، ولكننا من خلال مواقع الإنترنت نحصل على إجابات لأي نوع من الأسئلة). يوجد العديد من المواقع التي تقدِّم الفتوى للمسلمين حول العالم، ومن بين هذه المواقع البارزة موقع (أون إسلام) OnIslam.net، وIslamweb (إسلام ويب)، Fatwa Online (فتوى أون لاين)، وغيرها من المواقع، ويوجد العديد من المواقع الهندية التي تقدِّم خدمات مماثلة؛ مثل الموقع الخاص بدار العلوم بديوباند. فنحو هذه المواقع مثل (أون إسلام) يعتبر موقعًا مستقلاًّ يَهدِف أن يكون مرجعًا للمشكلات التي تهم المسلمين والمسلمين الجدد، بالإضافة إلى غير المسلمين الراغبين في الاطلاع، ويسعى الموقع إلى مراجعة وتحديث الخطاب الإسلامي المعاصر، والمساعدة في الوصول إلى أرضية مشتركة للتعامل بين الأفراد المنتمين لمختلف المعتقدات والثقافات. المواقع الشهيرة: وأحد هذه المواقع الشهيرة الذي يتردَّد عليها المسلمون الهنديون كثيرًا هو موقع (فتوى أون لاين)، ويقول المفتي (أيجز أرشد قاسمي) الذي يدير الموقع لشبكة (أون إسلام): (بدأنا في إصدار الفتوى بالدولة من خلال دار الإفتاء عام 1999، ثم بعد ذلك بدأنا بإصدار الفتوى عبر الإنترنت عام 2006 من مدينة دلهي). يتلقَّى الموقع استفسارات يبلغ متوسطها يوميًّا ما بين 150 و200؛ حيث يشارك في الرد عليها فريق يضم 10 أفراد، ويعتمد الأفراد على الموقع لطرح استفساراتهم، والتي تدور في نطاق متعلق بالدين والحياة الشخصية. ربما كان الأمر صعبًا بالنسبة لهم إن لم يكن مستحيلاً أن يسألوا نحو هذه السؤالات للمفتين وجهًا لوجه، حيث كانوا سيشعرون بالحرج، يقول (قاسمي): (لا يوجد خطأ في حصول الأفراد على المعلومات عبر الإنترنت، ومن ناحية أخرى فالأمر يسير، فلا يوجد طريق أفضل من هذا للتعرف على تعاليم الدين). ولكن يرى (قاسمي) أنه من الصعب تحديد أي المواقع يعتبر مناسبًا للحصول على الفتاوى، حيث يقول: (ينبغي أن تعرفَ مَن الذين يصدرون الفتوى، ومَن الأفراد القائمون على إدارة الموقع، وبناءً على ذلك ينبغي تحديد وانتقاء الموقع المناسب). يشكِّل المسلمون نحو 13 بالمائة من سكان الهند مما يجعل الهند ثالث دولة تتضمن الأفراد المسلمين بعد إندونيسيا وباكستان. شوريا نيازي