تعتبرالصفارات والبالونات من الألعاب المفضّلة للأطفال، خاصة في المناسبات السعيدة والأعياد، فهي مستخدمة منذ عقود، إلا أنها أصبحت اليوم تشكل خطرا كبيرا على سلامتهم، فلقد تحولت إلى قاتل يطارد براءتهم، فلقد أكدت هيئة حماية المستهلك وسلامة المنتجات الأميركية على أن خطر بالونات الهواء على صحة الأطفال لا يقتصر على مادة النيتروزاماين السامة، والتي تصنف عالمياً كمادة مسرطنة فقط، إذ تحذر الهيئة الأميركية أولياء الأمور من خطر اختناق أطفالهم بسبب بالونات الهواء، مؤكدة أنه في الولاياتالمتحدة لقي أكثر من 110 أطفال مصرعهم مختنقين بسبب بالونات الهواء، ومن المرجح أن هذه الحالة هي ما تعرض له طفل في الثالثة من عمره، بحر الأسبوع المنصرم، حيث توفي بمصلحة الإنعاش بمستشفى غيلزان، بعد تسرب كمية كبيرة من الهواء إلى رئتيه، ومن ثمة الاختناق.. حذرت وزارة الزراعة الألمانية من خطر بالونات الهواء على الأطفال بعد أن كشف خبراؤها (وجود مواد تسبب السرطان في هذه البالونات)، وذكر متحدث باسم الوزارة أن الخبراء الصحيين قاموا بفحص عينات من لعاب الأطفال وبالغين فتوصلوا إلى وجود نسبة مرتفعة من المواد السامة في 13 عينة من أصل - 14عينة تم فحصها ويمكن لمادة النيتروزاماين السامة والمتطايرة أن تتسرب إلى الهواء مباشرة لتستقر فى الرئتين، أو أن تذوب فى اللعاب من خلال نفخ البالون وهي الخطورة الأساسية. وفي هذا الإطار، شدد خبراء دوليون، على خطورة نفخ البالونات على صحة الأطفال، وأوصوا بضرورة استخدام أجهزة النفخ بدلا من نفخ البالونات بالفم، مع عدم وضع البالونات غير المنفوخة في الفم قبل استخدامها كما نصحوا بحفظها في أماكن غير حارة. وللإشارة فلقد أثبتت الفحوصات المعملية أن تركيز مادة النتروزاماين المصنعة كمادة مهيجة للسرطان (يكون أعلى وأخطر في حالة الأطفال الصغار) الذين قد يمصون البالونات أو يمضغونه في الفم، وقال المصدر إن خبراء وزارة الزراعة الألمانية، والذين أجروا فحصا مماثلا في عام 2001 وقد أرسلت الوزارة رسائل توصية للشركات لتقليل نسبة مادة النيتروزاماين إلا أن الشركات لم تتقيد بتلك التوصيات، وعلى عكس البالونات أثبتت الفحوصات التي أجريت على المصاصات والعضاضات التي يستخدمها الأطفال أن الشركات المصنعة قد التزمت بالحد الأقصى لوجود مادة النيتروزاماين. وحسب تقرير اللجنة العلمية للمواد الاستهلاكية التابعة للاتحاد الأوروبي عن حقيقة وجود مادة (إن نيتروزاماين) في بالونات الهواء ومخاطرها الصحية على الأطفال، أكدت اللجنة العلمية أن هذه المادة - والتي توجد أيضاً في بعض المواد الغذائية وبعض منتجات التبغ - تصنف في الاتحاد الأوروبي على أنها مادة مسرطنة من الدرجة الثانية. وتطرقت اللجنة بالإضافة إلى الدراسة الألمانية إلى دراسة قام بها المعهد الوطني للصحة والبيئة الهولندي، حيث أنه رغم تأكيد المعهد الهولندي أن المادة الموجودة في بالونات الهواء لا تشكل خطراً على صحة الإنسان، إلا أنه أكد أن الأمر يعتمد على المدة التي يبقي فيها الأطفال البالونات الهوائية في أفواههم أثناء نفخها. واعتبرت اللجنة العلمية الأوروبية في توصيتها أن التعرض لتلك المادة يشكل خطراً صحياً بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر إلى أربعة أعوام، بينما أشارت إلى أن التعرض للمادة المذكورة لفترة طويلة يمكنه أن يتسبب في الإصابة ببعض الأورام السرطانية. وفي بادرة أولى لجأ الاتحاد الأوروبي إلى إصدار قواعد سلامة جديدة تمنع الأطفال دون الثامنة من العمر من نفخ البالونات بالفم، والنفخ في الصفارات ذات الألسنة الورقية الطويلة، وحسب صحيفة (دايلي تلغراف) البريطانية أن الاتحاد أصدر قواعد سلامة جديدة خاصة بألعاب الأطفال تشمل بشكل خاص منع الأطفال دون الثامنة من العمر من نفخ البالونات بأفواههم، لأنهم قد يبتلعونها خطأ أو قد يختنقون، وتنص القواعد الجديدة على أن الصفارات الملونة ذات الألسنة الورقية التي تطول مع قوة النفخ غير آمنة للأطفال دون ال14 من العمر خوفاً من ابتلاع الطفل للصفارة.