كشفت دراسة استقصائية صادرة عن مركز أبحاث تايلاندي عن أن أحداث القمع والعنف الطائفي التي بدأت في جنوب البلاد منذ 2004 خلفت 4390 قتيلا، 60% منهم مسلمون، كما أسفر الصراع الدائر في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة عن إصابة أكثر من 7 آلاف شخص بجروح خلال السنوات الست الماضية. وسجل مركز "ديب ساوث وتش" بجامعة الأمير سونغل بإقليم باتاني (قفطاني) في جنوب تايلاند أكثر من 10 آلاف حالة "عنف طائفي" منذ بداية الصراع في المنطقة في شهر يناير 2004، مخلفا 4390 قتيلا، 60% من ضحاياه من المسلمين، بحسب ما نقلت صحيفة "نيشن" التايلاندية الأحد. وتعاني الأقاليم الثلاثة (ناراثيوات وباتاني ويالا) في منطقة جنوب تايلاند ذات الأغلبية المسلمة من مواجهات بين قوات الجيش والمسلمين الذين يعانون من التهميش ويطالبون الحكومة بمنحهم حكما ذاتيا موسعا لمناطقهم التي كانت ذات يوم دولة مستقلة. وأدت الحملات العسكرية القاسية التي قادها الجيش ضد المسلمين في الجنوب منذ 2004 إلى معاداة المزيد من السكان المحليين للجيش وزيادة عمليات القتل الانتقامية واستهداف المسلمين في المنطقة الحدودية مع ماليزيا، بحسب الصحيفة التايلاندية. كما أشارت الدراسة إلى أنه إلى جانب نضال الجنوب من أجل مزيد من الحكم الذاتي في إطار الدولة التايلاندية (التي تسكنها أغلبية بوذية)، فإن لجنوب تايلاند سمعة سيئة في التجارة غير المشروعة وتهريب البضائع والأسلحة والمخدرات. ووفقا لاستطلاع للرأي أجراه المركز التايلاندي فإن السكان المحليين أكدوا على أن تجارة المخدرات هي المشكلة الأكثر إلحاحا في المنطقة المضطربة. وكانت منطقة جنوب تايلاند- والتي يقطنها نحو 2 مليون نسمة- سلطنة إسلامية مستقلة حتى غزتها بانكوك منذ حوالي 200 سنة مضت، ويعاني المسلمون في الجنوب من الاضطهاد في كافة المعاملات مع المؤسسات الرسمية خاصة في مجال الوظائف، وتحدث مواجهات أمنية بين الحين والآخر بين قوات الشرطة ومحتجين مسلمين على الأوضاع المتردية. كما يعاني المسلمون من الإجراءات الأمنية المتعسفة ضدهم من اعتقال دون إذن قضائي وحجز لفترات غير محدودة وتعذيب وحشي يتعرض له المعتقلون يفضي في بعض الأحيان إلى القتل. وكانت فترة حكم رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي عرف بالفساد المالي وأزيح عن الحكم مؤخرا هي من أسوأ الفترات التي مرت بمسلمي تايلاند. وأثارت تصريحات شيناواترا المعادية للمسلمين غضبا واسعا في الأوساط الإسلامية وأدت إلى تزايد المواجهات في الشوارع، كما زادت وتيرة المقاومة المسلحة ضد نظام بانكوك. ويقول محللون إن الاضطرابات السياسية في بانكوك صرفت أنظار الحكومة عن السيطرة على الوضع في الجنوب، الذي يقول كثير من التايلانديين إن الدولة أهملته منذ فترة طويلة.