تنتظر مئات العائلات القاطنة بالشاليهات بالعاصمة إشارة ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد الوعود الأخيرة التي أطلقها والي العاصمة عبد القادر زوخ والتي وعد من خلالها القضاء على هذه السكنات قريبا لإنهاء كابوس عمره سنوات طوال. ينتظر سكان الشاليهات عبر مواقع عديدة بالعاصمة على غرار فايزي وبرج البحري وبني مسوس بشغف انتشالهم من حياة الذل والهوان داخل أكواخ أضحت لا تصمد أمام الظروف الطبيعية بسبب تدهورها مع مرور السنوات، ناهيك عن الحرائق التي ألحقت بالعديد منها على غرار الحريق الذي تعرضت له البنايات الجاهزة بالرغاية مؤخرا الأمر الذي أدى بهم إلى مناشدة السلطات المعنية على رأسها الوالي زوخ التدخل العاجل، معربين أن وضيعتهم داخل تلك الشاليهات حرمت عليهم ذوق الحياة الطبيعية. وحسب بعض السكان بموقع برج البحري خلال حديثهم مع أخبار اليوم- فإن الحياة داخل تلك الشاليهات باتت مستحيلة بسبب انعدام الشروط الضرورية التي يحتاجها أي مواطن من أجل العيش الكريم خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتحول الشاليهات إلى مسابح مليئة بمياه الأمطار بسبب التسربات التي أحدثتها هذه الأخيرة، الأمر الذي أتعب السكان الذين ضاقوا ذرعا من رفع نداءاتها المتعددة للسلطات. وما زاد من تذمر السكان هو انتشار الحساسية بنوعيها، خاصة منها الحساسية الصدرية حيث تحول أغلب السكان إلى مرضى مدمنين على البخاخة التي أصبحت (دواءهم الوحيد) على حد تعبير أحد السكان ولا يمكنهم الاستغناء عنها، إلى جانب الحساسية الجلدية التي تحولت لديهم إلى طفح جلدي بسبب مادة الأميونات التي ساهمت في انتشار الكثير من الأمراض الأخرى بين أوساطهم. وما زاد من استياء السكان هو مرور سنوات طويلة عن دخولهم تلك الشاليهات التي قطنوا بها منذ زلزال 2003، حيث تلقوا وعودا بالترحيل في مدة لا تتعدى 18 شهرا، ولكنها باءت جميعها بالفشل بعدما تبخرت في الهواء، الأمر الذي جعلهم يجددون مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بالالتفات إلى وضعيتهم التي باتت هاجسا أرق نومهم، منتظرين تحقيق وعود المسؤولين بترحيلهم في أقرب الآجال والتي طالموا انتظروها ومنذ سنوات عدة. ولقد أكد السكان أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي في حالة إقصائهم، مهددين بالخروج للشارع تنديدا بأوضاعهم المزرية داخل تلك الجحور التي سئموا منها -حسبهم- وأنهم لا يطالبون سوى بحقهم الشرعي في السكن كباقي الجزائريين. وحسب ما أكده ممثل عن هؤلاء المتضررين أن الشاليهات سببت لم أمراض نفسية، ناهيك عن الأمراض المزمنة التي أصيبوا بها منذ أن وطأت أرجهلم المكان. وأمام هذه المشاكل التي أرقت سكان مواقع البيوت الجاهزة على مستوى العاصمة رفعوا انشغالهم للسلطات الولائية بترحيلهم.