من مساوئ عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه أننا صرنا لانكاد نفرق بين ما ينفعنا مما يضرنا، حيث كثرت المعتقدات والمفاهيم الخاطئة والتي لايمكن لنا تفاديها خاصّة إن كانت على شكل رسائل إلكترونية نتلقاها بشكل يومي· أجل من منّا لا يفتح علبته الإلكترونية على الأنترنت فيعثر فيها على رسائل مجهولة المصدر، في بعض الأحيان تكون رسائل إشهارية ما إن تدخلها حتى تدخل إلى مواقع أخرى قد لا يهمك حتى وجودها، إلاّ أنّ بعض الرسائل ليس مجرد صفحات إشهارية، أو أنها كذلك، ولكن لا تشهر بمادة أو منتوج، ولكن بمعتقد ودين أو منهج أو مذهب، أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تكون دخيلة على أمتنا الإسلامية السنية· لكن الخطر في الموضوع أن لا نعرف، أو لا نستطيع التوصل إلى خلفيات تلك الرسائل، أكان الغرض منها الدعوة إلى الإسلام، أم تحريفه وربما نشر معلومات خاطئة عنه، يكون الهدف منها تشكيك المسلمين في دينهم وعقيدتهم، خاصة وأننا - للأسف- أبعد من أن نكون محصنين ضد تلك المحاولات· والسؤال الذي طرح نفسه، أو الذي يطرحه أي منا ما إن يتلقى رسالة من ذلك النوع، هو كيف علم هؤلاء أنه مسلم، خاصّة إن لم يسبق وأن أشار إلى ذلك، وحتى الإسم العربي ليس دليلاً على ذلك، بل في أغلب الأحيان لا يضع المشتركون أسماءهم الأصلية؟ وفي الحقيقة لا يتعلق الأمر بأفراد، ولكن شبكات تبحث في معلومات الأفراد الشخصية والتي لايتوصل إليها، إلاّ باستعمال تقنيات جوسسة حديثة، أو قد يرسلون مشاركين دخلاء يعملون على كشف المعلومات الشخصية ل الأنترنوت، وإن كان ذلك كلّه صعبا عن طريق البريد الإلكتروني فإنّه من السهل التعرف على الأشخاص عبر الفايس بوك حيث تكون المعلومات الشخصية المتعلقة بالمشترك على الصفحة بحيث يطلع عليها الجميع، وبهذا يسهل على هؤلاء المتطفلين التعرف على الضحية والبعث بتلك الرسائل· أمّا محتوى تلك الرسائل فإمّا أن تكون تبشيرية ومحرضة على ترك الدين الإسلامي، وذلك من خلال دعوات للانظمام لمختلف المواقع التي لا تسعى إلى نشر تعاليم دين أو مذهب آخر، وإنما لمحاربة الإسلام والمسلمين أمّا النوع الثاني من هذه الرسائل، هي تلك التي ظاهرها دعوة إلى الدين، ولكنها تنشر معلومات مضللة لا تفعل سوى أن تبعد المسلمين عن دينهم، وتشككهم في عقيدتهم، خاصّة وأنهم يكونون عاجزين عن تبين الرسائل التي لها أهداف نبيلة من تلك الرسائل الشيطانية· وقد يشارك هؤلاء الأنترنوت في نشر تلك الرسائل المضللة، حتى دون أن يدركون حقيقتها، وهذا لأنها تتوفر على ملاحظات من مثل إذا كنت مسلما أنشر هذه الرسالة، أو إن كنت تحب رسول اللّه، عليه الصلاة والسلام، فإبعث بها إلى جميع معارفك، وهي عبارات يمكن أن تجعل مستقبلها يرسلها إلى آخرين دون أن يتبين خطرها، ويفعل ذلك بحسن نية، وهو الأدهى والأمر·