قبيل أسابيع قليلة جدا تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، تتجه العديد من العائلات الجزائرية، إلى التوفير والتقشف وضبط الميزانية الخاصة بشراء أضحية العيد، خاصة في ظل توافر المعلومات حول إمكانية ارتفاع أسعار هذه الأخيرة إلى مستويات أعلى عما كانت عليه خلال المواسم الفارطة، نتيجة عوامل عديدة من بينها المرض الذي أصاب رؤوس الماشية في بعض الولايات، بالإضافة إلى تغير الظروف المناخية وكميات الأمطار المعتبرة التي تساقطت في الفترة الأخيرة، ناهيك عن الإقبال الكبير على بعض الأنواع والسلالات الجيدة الموجودة بولاية الجلفة على سبيل المثال، والتي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الجزائريين الذين يثقون كلية في لحومها. وبالنسبة لمن يدركون تماما أن الأسعار هذه السنة ستكون مرتفعة كلية عما شهدته السنة الفارطة، فقد بدأ الكثيرون شد أحزمتهم، والتوفير قدر المستطاع أو اقتطاع جزء من كل مرتب بالنسبة للعائلة التي تضم عددا من الأفراد العاملين وهو ما يعتبر حلا مناسبا، أما بالنسبة لمن لا تتوفر لهم هذه الإمكانية، فإنهم انطلقوا في رحلات البحث والتقصي عن المناطق التي تعرف وفرة في الإنتاج بأسعار مناسبة، كما أن عددا من العائلات فضلت الاتصال بأقاربها ومعارفها المتواجدين ببعض المناطق السهبية والداخلية لأجل الشراء المسبق لاضحيات العيد أو على الأقل حجزها بأثمان وأسعار مناسبة قبيل إرتفاعها، وجلبها إلى العاصمة، وهو ما فضلت القيام به عدة عائلات، خاصة ممن تملك معارف أو أقارب يمتهنون بيع المواشي والمتاجرة بها، ومع ذلك يقول احد المواطنين بالعاصمة فانه اقتنى أو قام بحجز أضحية العيد من عند قريبه بولاية المسيلة ب3 ملايين سنتيم، خاصة بعد أن ابلغه هذا الأخير أن الأسعار مرشحة للارتفاع إلى أكثر من ذلك. ويبدو الاشتراك في أضحية واحدة الحل الأنسب بالنسبة لعدد من الأقارب أو الأصدقاء، وهو ما دأب عليه الكثيرون منذ فترة، حيث تقول إحدى السيدات أنها تتفق كل سنة مع شقيقتها على شراء أضحية واحدة، ما يكلفهما مبلغا ماليا اقل، أما عن بقية الأجزاء الأخرى، فإنهما يقومان أحيانا باقتنائها منفردتين، وإضافتها إلى نصيبهما من الأضحية، وقد مكنهما سكنهما قريبتين من بعض من الاستمرار في هذه الطريقة منذ عدة سنوات، وهو ما يسهم في إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب أطفالها، ويمكنها من إتباع سنة خليل الله إبراهيم عليه السلام، ويرحم جيوب زوجيهما كذلك من مبلغ مالي معتبر. من ناحية أخرى اعتبرت إحدى المواطنات أن اقتناء أضحية العيد قبل فترة طويلة من العيد ليس حلا مناسبا لجميع العائلات إلا للذين يملكون مكانا يتركونها فيه كحديقة المنزل أو غرفة إضافية أو بالسطح أما بالنسبة لبقية العائلات فإنها لا تتمكن من ذلك، حتى وان قامت بجلبه قبيل 15 يوما من العيد فإن ما توفره في سعره تنفقه في شراء الكلأ و العلف ما يعني أن الأمور تبقى نفسها في جميع الأحوال.