منذ أن قرأت العنوان يكون الخمر.. أم الخبائث قد فتك على أنواعه بحياة شخص في العالم على أقل تقدير. أما عندما تنتهي من قراءة الموضوع كله في 5 دقائق مثلا، فترحم إذا أردت على 30 لفظوا أنفاسهم الأخيرة أثناءها، لأن (المشروب الحرام) يفتك بنسمة بشرية حية كل 10 ثوان، وفي 2012 وحده سفك دماء 3 ملايين و300 ألف إنسان. هذه المعلومات، وغيرها الكثير، وردت في تقرير مفصل على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، وفيه تأكيد منها لعدد من قضوا بأمراض سبّبها احتساء الخمور، ومعها رقم آخر مرعب: المحتسون بين سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات و200 مليون، هم 16 بالمائة تقريباً، أي أكثر من مليار و150 مليون، ممن بعضهم مرشح للسقوط صريعا تحت عجلات السائل المحرّم. أوروبا، المخمورة في معظمها بامتياز مشهود دائما، تأتي في مقدمة المحتسين واستهلاكها إلى مزيد، بينما الرقم في إفريقيا ونظيرتها القارة الأمريكية مستمر على حاله كما كان في السنوات الخمس الأخيرة، لكنه إلى مزيد في دول جنوب شرق آسيا، ومعها دول غرب المحيط الهادي، خصوصا بعد دخول الصين (نادي الشاربين) العالمي. ويذكر التقرير أن الخمور تقتل الرجال أكثر من النساء، فنسبة قتلاهم هي 7.6 بالمائة من 3 ملايين و300 ألف ضحية، فيما النسبة هي 4 بالمائة للنساء. مع ذلك، يذكر التقرير أن احتساء النساء للخمور يتزايد مع الوقت، فقد كانت نسبة القتلى من الرجال 6.2 بالمائة في تقرير مماثل صدر في 2011 عن المنظمة، بينما كانت نسبة النساء 1.1 ممن قتلتهم أمراض سببها الخمور، وبلغوا ذلك العام مليونين و500 ألف. تقتل الخمور، طبقاً للتقرير دائما، أكثر ممن يقتلهم الإيدز والسل وأعمال العنف مجتمعة، والرقم مرشح للارتفاع بتزايد عدد سكان العالم. كما معاقرة الخمر هي إلى ارتفاع أيضا في 194 دولة عضو بالمنظمة التي عدّد تقريرها، مسببات وفاة المعاقرين، بأن في مقدمتها حوادث السير وأمراض القلب والسكري وتليف الكبد وبعض أنواع السرطانات، إضافة إلى 200 علة، بينها نفساني، مرتبطة بالمعاقرة على أنواعها. وفي التقرير رقم ملفت للنظر عن الاستهلاك العالمي، فمعدله 6.2 ليترات من الكحوليات سنويا لكل شخص يزيد عمره عن 15 سنة. ولأن 38 بالمائة من سكان العالم يحتسون الخمور، وفق ما ورد بالتقرير، فإن الرقم يعني بأن كل محتس يستهلك 17 ليترا بالعام، وهي غير نسبة ال 16 بالمائة ممن يحتسون ويبالغون، وهم الأكثر قربا من الموت السريع. وأرفقت منظمة الصحة العالمية مع تقريرها جردة عن 2012 باستهلاك الخمور في كل دولة عضو فيها، فجاءت بيلاروسيا في المقدمة باستهلاك الفرد فيها لكمية 17.5 ليتر، تلتها مولدوفا (16.8) ثم ليتوانيا (15.4) والرابعة هي روسيا 15.1 ليترا. أما الدول العربية فكان استهلاك الفرد فيها بين الأقل، ومجموعها معا كان 20.9 ليترا، أي 3 ليترات زيادة عن بيلاروسيا وحدها، وقد احتسى العرب في: موريتانيا والكويت وليبيا 0.1 ثم السعودية 0.2 واليمن 0.3 ومصر 0.4 والعراق 0.5 والأردن 0.7 والمغرب وعمان 0.9 والجزائر 1.0 وسوريا 1.2 وقطر وتونس 1.5 ثم البحرين 2.1 ولبنان 2.4 والسودان 2.7 والإمارات 4.3 ليترات.