تنتظر أزيد من 40 عائلة مقيمة بيوت هشة مشيّدة من الباربان والزنك بمنطقة الغرابة ببلدية بواسماعيل إدراجها ضمن كوطة الاستفادة من السكنات في الإطار الاجتماعي كون هذه الأخيرة تواجه حياة مزرية وكارثية للغاية فضلا عن المخاطر التي تحاصرها فانزلاق التربة من جهة وفيضان الوادي من جهة أخرى ناهيك عن تواجد هذه البنايات الفوضوية قرب المقبرة المسيحية وسبق حسب السكان وأن نجوا بأعجوبة من موت محقق. مليكة حراث الموت تحت الأنقاض يحاصر أزيد من 40 عائلة ببواسماعيل، وجدت نفسها عالقة في بيوت هشة أشبه بالكهوف تحيط بها الأخطار من كل ناحية، خاصة بعد تساقط الأمطار بغزارة والتي تسبب في كل مرة في اِنزلاق التربة، وتساقط أجزاء معتبرة من الأحجار فضلا عن ارتفاع منسوب مياه الوادي، الذي أدى في خلال فيضانه إلى إلحاق أضرار جسيمة بتلك العائلات والتي أجبرت على قضاء ليالي بيضاء خارج بيوتها التي أضحت غير صامدة أمام الكوارث الطبيعية بسبب هشاشتها والحالة المتردية التي آلت إليها وبالرغم من النداءات المتكررة للسلطات المحلية والولائية -حسبهم-، إلا أن كل انشغالاتهم قوبلت بالوعود الزائفة بترحيلهم إلى سكنات لائقة في إطار القضاء على البيوت القصديرية حسب ما جاء في تعليمة رئيس الجمهورية، إلا أن لا شيء من هذا القبيل تحقق حسب ممثل السكان ل أخبار اليوم وأن معظم البيوت القصديرية المتواجدة بالبلدية تم استفادتها رغم حداثة تموقعهم، إلا أن الحظ كان حليفهم في حين هم يصارعون كل أنواع الذل والهوان والمعاناة اليومية داخل تلك البيوت الشبيهة بالجحور والتي تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم ابتداء من الغياب التام للضروريات على غرار غياب الماء الصالح للشرب وقنوات الصرف الصحي والكهرباء، ناهيك عن المخاطر المحيطة بهم والتي تحاصرهم فتساقط الأحجار من جهة وخطر فيضان الواد من جهة أخرى فضلا عن إيصال الكوابل الكهربائية بطريقة عشوائية والتي تشكل خطرا بسبب شرارة الكهرباء التي كادت في العديد من المرات حدوث كارثة لولا تدخل الحماية المدنية في الوقت المناسب هذا بغض النظر عن تشييد مطامير بطريقة بدائية تؤدي بفيضانها كل مرة بسبب الانسداد ما يحول الحي إلى انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس بغض النظر عن انتشار مختلف الأمراض الخطيرة إلا أن السلطات تقف اتجاههم موقف المتفرج غير معنية بناقوس الخطر المحدق بهم على -حد تعبيرهم- مطالبين بتعجيل ترحيلهم ضمن البرنامج الولائي الذي شرعت فيه مديرية السكن. وفي جولة ميدانية ل أخبار اليوم إلى المنطقة وقفت على حجم معاناة تلك العائلات القاطنة على ضفاف الوادي وعلى وضع سكناتهم الهشة التي ألحقت بها تصدعات، حيث تشققت جدرانها وأسقفها ولم تعد قادرة على تحمل تقلبات الأحوال الجوية، وقد أصبحت هذه الأخيرة مهددة بالانهيار في أية لحظة بالنظر لهشاشتها، وحسبهم رغم دراية السلطات المحلية بهذه المخاطر الأوضاع إلا أنها لا تكلف نفسها عناء التنقل لمعاينة المكان والوقوف على حجم المعاناة والمشاكل التي تصارعها هذه الأخيرة، وتؤكد العائلات أن السكنات لن تستطيع أن تصمد أكثر من ذلك في ظل الارتفاع الكبير للرطوبة التي تركت آثارها في زوايا المنازل، لاسيما أن الإنزلاقات المتكررة للتربة بالأرضيات التي توجد عليها السكنات، لم تعد تتحمل أجزاء رئيسية من السكنات الهشة. كما أبدت العائلات في ذات السياق تخوفها من فيضان الوادي فجأة ويجرف معه هذه البيوت الآيلة للسقوط خاصة إذا تساقطت الأمطار بطريقة طوفانية مما يجبرهم على قضاء ليال بيضاء في العراء، وأمام هذه الظروف القاسية التي تتخبط فيها العائلات ارتأت ترحيلها إلى سكنات لائقة أكثر من ضروري لاسيما انتشار الأمراض وسط الأطفال وكبار السن بسبب الرطوبة، إضافة إلى البيئة غير المواتية المحيطة بهم في ظل انتشار القمامة من كل ناحية، والتي تسببت في اِنتشار الروائح الكريهة التي نتجت من تدفق المياه القذرة فوق السطح والتي جلبت معها انتشار مذهل للحيوانات الضالة، على غرار القطط والكلاب المسعورة ما ساهم بشكل كبير في إصابة العديد منهم بالطفح الجلدي والأمراض التنفسية. وعليه تطالب تلك العائلات السلطات المحلية العليا في البلاد على رأسها رئيس الجمهورية النظر إلى وضعيتهم التي باتت على كف عفريت يلازمها الخطر من كل الجهات، آملين أن ترقى الوعود تجسديها على أرض الواقع سيما بعد ما منحوا أصواتهم لرئيسهم المفضل عبد لعزيز بوتفليقة.