شدّد بومدين بوزيد، ممثّل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، على ضرورة حماية الشباب الجزائري من الفتنة والتطرّف والنّزاع المذهبي الذي تشهده غرداية والمفتعل من قِبل أيادي خارجية مافيوية، كما اعتبر حماية الوطن والحدود السياسية المهدّدة بالإرهاب مسؤولية كلّ الجزائريين، مشيدا في ذات الوقت بدور الجيش الوطني الشعبي الذي أنقذ السفير الجزائري في ليبيا. أكّد بومدين بوزيد خلال اللّقاء الوطني الثاني لأعلام الجزائر تحت إشراف المركز الثقافي الإسلامي أمس بالعاصمة أن هناك أطرافا وجهات خفية تحاول زعزعة أمن واستقرار غرداية باللّعب على وتر أبناء الإباضيين والعرب الذين لا يختلف اثنان في أنهم ينتمون إلى إسلام ووطن واحد، إضافة إلى وجود من يريد أن يستغلّ المسائل التاريخية والمذهبية في صراع ليس له معنى، بل هناك أطراف تحاول خلق البلبة وتستغلّ بعض الخصوصيات لأغراض سياسية أو برمجة دولية في إطار تقسيم جديد لمنطقة الشرق الأوسط، على حد قوله. وأوضح ذات المتحدّث أن وزارة الشؤون الدينية تسعى تحت المنبر الجديد وحلقات العلماء، سواء تعلّق الأمر بالعاصمة أو الفراراة في غرداية أو ولايات أخرى من الوطن إلى تنظيم حلقات للعلم والمعرفة وخلق الوحدة المذهبية والثقافية والدفاع عن الوطن. وقال ممثّل الوزير إن دار الإمام تعوّدت على إقامة مثل هذه اللّقاءات، حيث تمّ اختيار شخصيتين قاما بدور التدريس والعلم والدفاع عن البلد هما محمد شارف وناصر مرموري اللذان لعبا دورا في التعليم ويمثّلان مشربين أساسيين للمالكية والإباضيين، وهذا ما يبيّن -حسب ذات المتحدّث- تزاوج وتعايش المذاهب في الجزائر اللذين كرّسا الثقافة الانتمائية للوطن الواحد، وعلى أن الخلاف ليس خلافا عقائديا، بل خلاف في بعض المسائل الخفيفة جدّا. ودعا ذات المتحدّث إلى ضرورة صنع وعي لدى الشباب بعدم وجود خلاف، بل توجد وحدة دينية وعرقية وثقافية ومذهبية في كافّة التراب الوطني. كما نحتاج -حسب ذات المسؤول- إلى تفكير جديد لنتوجّه إلى خطاب جديد ونعمل على بناء هوية بعيدة عن النّزاع والفتنة، وكذا بناء حضارة جزائرية محظة. وفي ذات السياق، أشار بومدين بوزيد إلى غياب دور النخب العلمية التي لها مكانة ودور هام في العمل على توعية المجتمع بتعاليم الدين الإسلامي، والتي تعطي تصوّرات وايس نخب أخرى، مضيفا أن النخب العلمية والدينية هي التي تعطي دروسا في الدين ورأيا في التاريخ وقضايا تاريخية، معتبرا أن مشكلا مستعصيا يواجه وزارة الشؤون الدينية التي ستعمل -حسبه- على الاهتمام بالدرجة الأولى بهده الفئة. وفي ردّه على سؤال ل (أخبار اليوم) عن سبل الخروج من الأزمة والنّزاع والفتنة المذهبية في غرداية، قال بومدين بوزيد إن (أزمة غرداية في نظري هي مرحلة وستمرّ)، معتبرا أن الحلّ يكمن في التنمية الاقتصادية والمعرفية وإعادة التنمية في النمط المعماري والسكنات، قائلا: (حيث لا نستطيع ترحيل جهة معيّنة أو قبيلة دون غيرها فذلك يعتبر تفضيلا وتفرقة بين الأهالي)، إضافة إلى خلق وعي جديد للتعايش ونسيان أحقاد الماضي.