كان من المفترض بالناخب الوطني الأسبق رابح سعدان التعامل مع التقني البوسني وحيد حليلوزيتش بطريقة حضارية وبأكثر احترافية والتأكيد أنه مدرّب محترم ومحترف في نفس الوقت، لأنه وبالرغم من أن حليلوزيتش تجاوز حدوده بطريقة لا تتماشى ومنحه فرصة الإشراف على تدريب منتخب بلاد اسمه الجزائر فإن الميدان هو المعيار الوحيد لإثبات مؤهّلات كلّ مدرّب وليس على الورق، وبالتالي يمكن القول إن الشيخ سعدان تسرّع نوعا ما في الردّ على حليلوزيتش بطريقة قد تقلّل من الاحترام الكبير الذي يحظى به من قِبل كلّ مواطن جزائري غيور على راية (الخضر) بعد مساهمته الفعّالة في إخراج المنتخب الوطني من المأزق في العديد من المرّات بقوة النتائج الإيجابية. من حقّ المدرّب رابح سعدان وضع حليلوزيتش أمام الأمر الواقع، لكن كان من المفترض به ترك ذلك إلى ما بعد نهاية مشوار (الخضر) في مونديال البرازيل من أجل تفادي القيل والقال باعتبار أن التقني البوسني حليلوزيتش لا يريد تفويت أيّ فرصة متاحة له لتبرير إخفاقه بطريقة مدروسة في حال عدم بلوغ هدف التأهّل إلى الدور الثاني، ممّا يعني أن المعني بات معروفا بأنه محسوب ضمن خانة المدرّبين الذين يفضّلون البقاء في الواجهة باستعمال كلّ الطرق التي تشفع له لتبرير نفسه ومن ثمّة كسب مودّة رئيس (الفاف) محمد روراوة الذي بات أمام حتمية وضع المعني أمام الأمر الواقع مهما تكون حصيلة مشاركة المنتخب الوطني في الموعد العالمي المقبل بالبرازيل.