فصلت أول أمس محكمة جنايات العاصمة في واحد من أخطر ملفات المتاجرة بالمخدرات الذي تورّط فيه 08 رعايا أجانب من افريقيا وآسيا اتخذوا الجزائر محطة عبور لتمرير كميات معتبرة من الكوكايين الذي تم اقتناؤه من البرازيل لتصديره لنيجريا حيث تمت إدانة المتهمين ب20 سنة سجنا نافذا و05 ملايين دينار غرامة مالية وعوقبة السجن المؤبد في حق المتهم الفار وهذا عن تهمة المتاجرة في المخدرات في اطار جماعة اجرامية منظمة واستيرادها بطريقة غير شرعية، جنحتي التزوير واستعماله في محررات ادارية حيث ضبط بحوزتهم كمية من الكوكايين ممزوج بمادة ميتاميتافين قدرت بحوالي 10 كغ، كانت على شكل كبسولات، الى جانب مبالغ مالية من الدولار الأمريكي والدينار الجزائري وكذا العملة البرازيلية وجواز سفر مزور. محاكمة المتهمين جاءت اثر قيام شرطة الحدود بمطار هواري بومدين سنة 2011 بتوقيف 5 أفارقة كانوا في وضعية عبور قادمين من مدينة ساوباولو بالبرازيل مرورا بمدريد متجهين نحو النيجر على متن الرحلة الجوية التابعة للخطوط الجوية الاسبانية ولما نقلوا الى الفحص الطبي عن طريق الأشعة تبين وجود أجسام غريبة في أمعائهم تم طرحها في عين المكان والتي قدرت ب 385 كبسولة من مادة مشبوهة، وبعد اخضاعها للخبرة العلمية تبين أنها مادة الكوكايين، حيث تم ضبط في أمعاء المتهم الأول 87 كبسولة والمتهم الثاني 55 كبسولة والثالث 89 والرابع 83 والخامس 71 كبسولة، وخلال اخضاعهم للتحقيق اعترفوا بالجرم المنسوب اليهم وأنهم ينشطون ضمن جماعة إجرامية منظمة. نقل المخدرات من ساوباولو الى نيجيريا مقابل 05 الاف دولار حيث صرح المتهم الأول خلال استجوابه أنه تعرف على شخص بالبرازيل وهذا الأخير طلب منه نقل المخدرات الى نيجيريا مقابل مبلغ 5000 دولار منحه منها 1000 دولار ويكمل له البقية بعد انجاز المهمة وأنه وافق على ذلك، وأن بارون المخدرات المدعو "أتابي فلافيو" اقترح عليه أن يقوم بابتلاع الكبسولات حتى لا يكتشف أمره وأن يتناولها مع وجبة سائلة المتمثلة في حساء حتى يسهل عليه بلعها، وأضاف أن الجزائر كانت بالنسبة اليه منطقة عبور وليست لترويج أو المتاجرة في المخدرات وأنه جاء من البرازيل وبالتحديد من ساو باولو مرورا بمدريد الاسبانية ثم الجزائر، وأنه كان مسافر باتجاه مدينة نيامي ثم الى نيجيريا ليسلم البضاعة الى شخص يجهل هويته، وهي ذات التصريحات التي أكدها بقية المتهمين الأربعة، وبعد مدة تمكنت ذات المصالح من توقيف ثلاثة أفارقة اخرين من بينهم امرأة وبحوزتهم كمية أخرى من نفس المادة قادمين من نفس البلد ومتوجهين الى نفس المكان، في حين بقي أحدهم في حالة فرار بعدما لاحظ ترصد مصالح الأمن لتحركاتهم. وقد تبين من خلال الملف أن المتهمين تسلموا المخدرات من البرازيل من عند أشخاص مختلفين ينتمون الى عصابة واحدة ولكن وجهتهم كانت واحدة وهي نيجيريا، حيث كان بارونات المخدرات يستغلون الظروف الصعبة التي يعاني منها الافارقة، كما تبين أنهم أول مرة يقومون بهذه العمليات ما عدا المتهمة (حليمتون.س) التي اعترفت أنها قامت بالعملية مرتين بمبالغ مالية متفاوتة. وبمثول المتهمين ال 8 وهم من جنسيات مختلفة النيجر، غينياوسنغافورة أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة اعترفوا بالتهم المنسوبة اليهم مؤكدين أنهم لا يعرفون بعضهم البعض، مضيفين أنهم كانوا على علم أن تلك المادة هي عبارة عن مخدرات عبارة عن كبسولات قاموا بابتلاعها بعد وضعها في نوع من الحساء على فترات بحيث قام المتهمون الخمسة الذين ضبطوا في نفس الرحلة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الاسبانية بابتلاع 185 كبسولة بحيث ابتلع كل واحد منهم مابين 32 و89 كبسولة، وأن الجزائر هي منطقة عبور فقط، وانهم لم يستلموا المخدرات المضبوطة من عند نفس الشخص، كما انهم قاموا بالعملية مقابل مبالغ مالية على حسب كمية المخدرات المنقولة. ومن جهتها المتهمة الموقوفة اكدت انها من سنغافورة وحاولت في البداية انكار تصريحاتها خلال التحقيق مشيرة الى انها لم تعلم بوجود المخدرات بحقيبتها التي كانت تحوي على ملابس افريقية، وبعدما واجهتها القاضية يتصريحات صديقتها المدعوة سي سي اعترفت بقيامها بالعملية مرتين قبل توقيفها بمطار الجزائر. جريمة خطيرة جدا النائب العام وخلال مرافعته شدد على خطورة الجريمة العابرة للقارات، مجرّما في ذات الوقت الوقائع التي تورط فيها المتهمون والتي اعاد سردها، حيث صرح انها انطلقت بتاريخ 7 ديسمبر 2011 عندما ألقت مصالح شرطة الحدود على مستوى مطار هواري بومدين القبض على خمسة مسافرين وهم رعايا افارقة من جنسيات مختلفة كانوا مسافرين نحو النيجر على متن طائرة خاصة بالخطوط الجوية الاسبانية اتخدوا من الجزائر منطقة عبور لتهريب المخدرات الصلبة "كوكايين" وهي عبارة عن كبسولات اخفوها بأمعائهم بعد ابتلاعها من مدينة سامباولو بالبرازيل مرورا باسبانيا ثم الجزائر لايصالها الى النيجر وقد تم توقيفهم عقب الاشتباه فيهم وبعد اخضاعهم للفحص عن طريق جهاز السكانير تم كشف الكبسولات بامعائهم، كما تم توقيف 3 رعايا آخرين مروا بالجزائر عبر رحلات مختلفة من بينهم امرأة من سنغافورا ضبط بحوزتها 2460 غرام من الكوكايين داخل اكياس بحقيبتها، فيما تم ضبط كميتين مختلفتين بحوزة الشخصين الاخرين الذين قاما بابتلاع كبسولات المخدرات وقد قدرت الكمية الاجمالية للمخدرات المضبوطة بحوالي 6 كلغ من الكوكايين، ليلتمس في حقهم عقوبة السجن المؤبد قبل ان تقر هيئة المحكمة بعد المداولات القانوينة بالحكم الساف الذكر.