عاد الهدوء يوم أمس إلى ولاية غرداية حسب مصادر محلية وصفته بالهدوء الحذر في ظل تخوف المواطنين من تجدد الاشتباكات ككل مرة، بعد ما عاشت غرداية أول أمس ليلة سوداء، والتي يرجع سببها حسب أحد أعيان المنطقة إلى توقيف رجال الأمن لشاب في وسط المدينة يشتبه ارتكابه أعمال شغب سابقة. واستغل مواطنون احتجاجات قاموا بها، إثر توقيف الشاب المذكور، لانتقاد ما وصفوه بسوء تسيير الملف الأمني من قبل السلطات. وأوقفت قوات الأمن بغرداية ثمانية (8) أشخاص ضالعين في مناوشات وقعت ليلة السبت إلى الأحد بحي الحفرة بوسط مدينة غرداية كما استفيد لدى مجلس قضاء غرداية. وسيحال هؤلاء الموقوفين لاحقا أمام قاضي المحكمة الجزائية لمدينة غرداية بتهم " التجمهر والإساءة واستعمال العنف ضد أعوان النظام العمومي" حسب ذات المصدر. وقد ألقي القبض على المتهمين ومن بينهم قاصر في حالة تلبس بطريق عمومي عندما كانوا بصدد الرشق بالحجارة ومقذوفات أخرى كما أضاف المصدر ذاته. وسمح هذا الإجراء الذي قامت به قوات الأمن باستعادة الهدوء والطمأنينة إلى المنطقة. وكانت مناوشات قد حدثت ليلة السبت إلى الأحد بين مجموعات من الشباب وقوات مكافحة الشغب تابعة للدرك الوطني بحي الحفرة بالقرب من قصر غرداية بعد توقيف شخص مشتبه به في القيام بأعمال رشق سيارات عابرة بالحجارة على مستوى الطريق المؤدي إلى مدينة ضاية بن ضحوة وضد قوات الأمن أيضا. وتخللت هذه المناوشات أعمال تخريب لتجهيزات عمومية حضرية مما اضطر أفراد الدرك الوطني إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع بغرض تفريق الشباب مثيري أعمال الشغب كما لوحظ. وخلفت هذه الأحداث في إصابة نحو عشرة أشخاص بجروح طفيفة نقلوا على إثرها إلى مصالح الإستعجالات الطبية حسبما أفاد مصدر طبي من مستشفى غرداية. الموت يطارد مستعملي طريق القرطي وصف حمزة محمد أحد أعيان غرداية في تصريح ل"أخبار اليوم" منطقة الغابة أو "طريق القرطي" في دائرة "ضاية بن دحوة" التي تبعد عن غرداية بعشرة كيلومترات بالشبح الذي يتربص بالمارة، التي يتعرض فيها المواطنون يوميا من قبل مجهولين لكل أعمال العنف التي تجعلهم عرضة للقتل من الاعتداءات بالضرب المبرح والسرقة اضافة إلى حرق السيارات، حيث تحولت المنطقة إلى خط أحمر لا يمكن تجاوزه حسبه. واعتبر ذات المتحدث الظاهرة دخيلة على أهل غرداية في ظل تحول الطريق إلى موقف محتل من قبل "المافيا الذين يمارسون كل أعمال الإحتيال والنصب والنهب". سكان غرداية مطالبون بالحذر من جانبه، أكد أحمد موسى وهو أحد أعيان غرداية أن الهدوء عاد إلى المنطقة وإن كان نسبيا لأن الأوضاع غير مستقرة ويمكن أن تتجدد الاشتباكات في أي لحظة دون سابق انذار، الأمر الذي يثير -حسبه- الكثير من التخوف، داعيا الأهالي في غرداية إلى ضرورة ووجوب أخذ الحيطة والحذر. كما طالب المتحدث السلطات الأمنية بضرورة الاحتواء الأوضاع التي سئم -حسبه- سكان غرداية جميعا من المأساة الحقيقية التي تحيط بهم من شهور. قافلات طبية نحو غرداية ومن جهة أخرى، سيتم مع بداية جوان القادم إطلاق قافلات طبية متعددة التخصصات عبر المناطق النائية والمعزولة وذلك بمبادرة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالتعاون مع مديرية الأمن، حيث ستجوب القافلات الطبية مختلفة المناطق النائية والبعيدة على المستوى الوطني والتي تم تحديدها من قبل المسؤولين المحليين بكل ولاية، ومن أبرز الولايات المعنية غرداية. كما يقوم الاطباء بالكشف عن مختلف الأمراض والتشوهات بهدف اعداد ملفات طبية للسكان المحليين، غرداية على سبيل المثال توجد حوالي نحو ألف و300 مئة مواطن سيستفدون من الخدمات الطبية، كما استفيد أمس من مديرية الحماية المدنية في غرداية عبد المالك بوبرتاخ. كما ستوفر للسكان شتى الخدمات الطبية لسيما الفحوصات في الطب العام اضافة إلى طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد، بالاضافة إلى القيام ببعض التدخلات الجراحية، وتوزيع الأدوية لفائدة الفئات المحتاجة إلى جانب تنظيم لقاءات تحسيسية حول الحوادث المنزلية. والهدف من هذه المبادرة الطبية والانسانية إلى تحسين الظروف الصحية والمعيشية لسكان المناطق الريفية والبدو الرحل والفئات المعوزة وستتواصل طيلة الفترة الصيفية وتختم نشاطها في شهر سبتمبر القادم. كما ستتنقل القافلة داخل غرداية في 16 قرية نائية منتشرة عبر اقليم ست بلديات وهي سبسب، متليلي، وحاسي لفحل، والمنصورة، المنيعة، وحاسي قارة حسب مدير الحماية المدنية. كما أشار ذات المتحدث إلى القافلة تستهدف نحو ألف و300 شخص مقيمين بهذه المناطق والمواقع الأكثر عزلة بالولاية واتخذت كافة الإجراءات من أجل السير العادي لنشاط القافلة، وبالتوازي مع ذلك سيقوم أعوان الحماية المدنية بحملة تحسيسية حول الحوادث المنزلية والحوادث الأخرى التي عادة ما تكثر أثناء الفترة الصيفية من بينها اللدغات العقربية والغرق.