تجددت المواجهات بين مجموعات من شباب أحياء مرماد وبابا ولجمة وسالم أوعيسى والعين بغرداية بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية. وقد أشعلت فتيل هذه المناوشات ليلة الثلاثاء إلى الاربعاء واستمرت إلى غاية صباح بين مجموعات من الشباب الملثمين والمسلحين بالحجارة والزجاجات الحارقة ومواد مشتعلة أخرى حين شرعوا في رمي هذه المواد بهذه الأحياء قبل أن يلوذوا بالفرار. وقد جندت قوات كبيرة من فرق مكافحة الشغب مدعومة بوحدات الدرك الوطني من أجل وضع حد لهذه الأفعال وتأمين سكان مختلف أحياء مدينة غرداية. وذكر مصدر طبي من مستشفى "تريشين إبراهيم" بغرداية أن شخصا لم تحدد بعد هويته قد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروح خطيرة تعرض لها باستعمال آلة حادة فيما أصيب 15 آخرا بجروح من بينهم عون أمن وآخر يعمل بمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز- وسط) بعد تعرضهم لمواد حارقة خلال هذه المصادمات والذين تم نقلهم إلى مصالح الإستعجالات بذات الهيئة الإستشفائية. وتعرض 14 محلا ذي طابع تجاري وسكني لأعمال الحرق منذ الثلاثاء ليلا بعدد من أحياء مدينة غرداية التي تبذل بها وحدات قوات مكافحة الشغب جهودا لوقف هذه الاشتباكات باستعمال قنابل مسيلة للدموع. ولم تتمكن العديد من العائلات من الرحيل إلى منازل أخرى لأقاربهم متواجدة بأحياء أخرى أكثر هدوءا وذلك خوفا من تعرضها إلى المواد الحارقة. وتعود أسباب نشوب هذه الإشتباكات المتكررة مجددا بين مجموعات من الشباب بعد تعرض حافلة تضمن خط غرداية- ضاية بن ضحوة ( 7 كلم شمال عاصمة الولاية ) للرشق بالحجارة من طرف شباب مما تسبب في رد فعل شباب الطرف الآخر الذين قاموا بحرق سيارة ودراجة نارية بحي العين. ولجأت قوات حفظ النظام لاستعمال القنابل المسيلة للدموع لوقف هذه الموجة من أعمال العنف بحي العين قبل أن تمتد هذه الأحداث إلى أحياء أخرى على غرار حي مرماد الذي شهد مواجهات واسعة إثر تعرض فتاة لحادث لمس من قبل صاحب دراجة نارية. وقد تعرض 81 محلا ذي طابع تجاري وسكني للحرق وأكثر من خمسين محلا آخرا تعرض للتخريب والنهب منذ نشوب أحداث العنف بغرداية في منتصف شهر جانفي المنصرم. هذا وطرحت عدة مبادرات بهدف استعادة الهدوء بالمنطقة من خلال تبنى الحوار والمصالحة والتقريب بين المتخاصمين من قبل السلطات والعقلاء والأئمة وشخصيات سياسية ودينية ووجوه رياضية وطنية.