دعوت اللّه وأنا أكتب هذه الأحرف أن تجري مباراة شباب بلوزداد ومولودية الجزائر التي لعبت بعد ظهر أمس بملعب 20 أوت في ظروف جيّدة· لكن لو تمّت برمجة هذه المباراة بملعب 5 جويلية لما خشيت حدوث مكروه قبل انطلاق اللّقاء بسبب الأجواء المشحونة بين أنصار الفريقين، حيث سعى كلّ واحد إلى اقتناء تذكرة الدخول، لكن عليكم أن تتصوّروا آلاف الجماهير حجّت منذ صبيحة أمس إلى ملعب 20 أوت من أجل اقتناء تذكرة الدخول، وظلّت واقفة في طوابير طويلة، وبعد أربع ساعات من الانتظار وجدت نفسها تحت سوط رجال الأمن، بعد أن طلب من هؤلاء تفريق الجماهير بسبب نفّاد جميع تذاكر اللّقاء· تصوّروا كيف سيكون ردّ فعل هؤلاء الجماهير؟ أنا على يقين من أنهم سيتحوّلون إلى وحوش آدمية· لكن المسؤولية تتحمّلها الفاف دون غيرها، فلو كانت هذه الأخيرة تفكّر بعقلانية لما أقدمت على برمجة هذا اللّقاء بملعب 20 أوت، في وقت أن ملعب 5 جويلية الأنسب لاحتضان مثل هذه المباريات المحلّية المثيرة التي تستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير· ما أقدمت عليه الفاف أمس وما قد تقدم عليه مستقبلا صور من الصور التي تمنّينا أن تزول من ملاعبنا· فمن المتسبّب في أعمال العنف في الملاعب؟ هل ذلك المناصر المسكين الذي قدم إلى ملعب 20 أوت مبكّرا وبعد أكثر من أربع ساعات من الانتظار من أجل اقتناء تذكرة الدخول وحين يصل دوره يجد نفسه أمام رجل أمن يقول له ولغيره: خلاص ما كانش تذاكر·· روحوا لدياركم· وعلى كلّ واحد منّا أن يتصوّر ردّ فعل هذا الشابّ المسكين، عفوا المناصر الوفي لفريقه· صحيح أن ملعب 5 جويلية أرضيته رديئة، لكن من المسؤول عن هذه الأرضية التي كلّفت خزينة الدولة الملايير؟ وعشبه الطبيعي لا يصلح حتى كعلف للأنعام والأبقار·