عكفت بعض النوادي الثقافية على استغلال افتتاح العطلة وقبيل رمضان بأيام على إقامة نشاطات قصد الترفيه على الأطفال وأوليائهم بتسطير نشاطات ثقافية وتربوية للأطفال عبر خشبتها، وعرفت إقبالا كبيرا من طرف الأطفال وكذا أوليائهم وهو العرض الذي ضمه نهاية الأسبوع المركز الثقافي قاسي محمد ببئر توتة، إذ عاش بهو المركز أجواء حيوية بعد أن أبدع الأطفال في عروضهم المسرحية، منها مسرحية فلة والأقزام السبعة، كما استمتع الحاضرون بإبداعات الأطفال ومهاراتهم في اللغات الأجنبية، إذ قدموا بعض العروض باللغة الفرنسية والإنجليزية كلغتين أتقنهما الأطفال إتقانا مميزا مما جلب اهتمام الحاضرين وتفاعل الأولياء بمثل تلك المبادرات القيمة والتربوية التي تزامنت مع افتتاح العطلة الصيفية وثمنوا تلك الجهود التي تبذلها المراكز الثقافية للنهوض بالطفل وإبراز إبداعاته التعليمية والفنية. وبالموازاة خطفت مسرحية علي بابا والأربعون سارقا اهتمام الأطفال بالمسرح الجهوي بتيزي وزو، ونال العرض المسرحي (علي بابا والأربعون سارقا) الذي قدمه الفنان حكيم ترايدية إعجاب الأطفال. و قد شدت الألعاب السحرية والسيرك (تمارين الخفة والتمثيل الإيمائي والتعبير الجسدي والغناء والرقص) التي تخللت هذا العرض المسرحي انتباه الأطفال الذين تأثروا لدرجة أنهم حاولوا تقليد حكيم الذي أدى دور علي بابا. كما أن استعمال أسلوب العرض على الشاشة لبعض المشاهد سمح للممثل من المرور ببراعة من العرض المسرحي إلى الفيلم الراقي للأطفال الذين ازدادت فرحتهم عندما دعا حكيم عددا منهم للصعود على الخشبة لأداء أدوار صغيرة. وسرعان ما وجد الممثل نفسه محاطا بالأطفال الذين غادروا مقاعدهم للصعود فوق الخشبة. وتجدر الإشارة أن حكيم ترايدية المنحدر من ولاية عنابة تكوّن في المجال الفني بفرنسا ثم بهولندا. ونظرا لعدم تحكمه في لغة هذا البلد الأخير فإنه استعمل الأسلوب الإيمائي كوسيلة اتصال، وقد تحصل بفضل عمله الرائع مع الأطفال على لقب (سفير أطفال الشارع) الذي منحته إياه ملكة هولندا. للإشارة فإن حكيم ترايدية أنجز عدة أعمال مسرحية مقتبسة من قصص شهيرة على غرار (علي بابا ...) و (السندباد البحري) و (ذات القبعة الحمراء). كما يساهم في تنشيط حصص تربوية للأطفال بالتلفزة العمومية الهولندية رفقة فرقته المتكونة من ستة عناصر من مختلف الجنسيات والتي تقيم في هولندا فرقة (حكيم سيرلس). جدير بالذكر أن فرقة حكيم ترايدية المتواجدة حاليا بالجزائر في جولة فنية صغيرة من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام قدمت عرضها المسرحي في كل من تيبازة وتيزي وزو، وستقدم عروضا أخرى خلال جولاتها في الجزائر العاصمة بقاعتي الأطلس والموقار. وقد عوّل الأطفال من خلال تلك النشاطات الثقافية في مختلف الولايات على إبراز مواهبهم في الرقص والغناء والمسرح واللغات ومختلف العروض الأخرى التي برع فيها فعلا أطفال الجزائر مما يبشر بالخير مستقبلا.