في إطار تهيئة الرّأي العام الإيراني في مختلف الأقاليم والمحافظات الإيرانية حول ضرورة التدخّل العسكري في العراق تستمرّ دعوة النّاس إلى التطوّع من أجل القتال في العراق تحت ذريعة الدفاع عن المقدّسات الشيعية. ويقوم رجال دين ومسؤولون كبار في النّظام والحرس الثوري في مختلف المناطق الإيرانية بإلقاء الخطب وإقامة المهرجانات التطوّعية للحض على الذهاب إلى العراق ونجدة العتبات المقدّسة. وفي هذا السياق دعا محسن رضائي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النّظام، خلال زيارة له لإقليم أذربيجان شمال غرب إيران الأتراك الآذريين إلى التطوّع من أجل الحرب في العراق قائلا (إن عليهم أن يستعدّوا للحرب، وأن هناك عاشوراء وكربلاء أخرى في الطريق). وناشد رضائي الآذريين عدم السّماح بوقوع عاشوراء أخرى في كربلاء أخرى، قائلا: (ألم تروا أن رؤوس مسلم [ابن عمّ الحسين] وأصحابه على أسنة الرماح في سورياوالعراق؟). عاشوراء العراق وأضاف رضائي: (لا نستطيع أن نتفرّج على عاشوراء التي تحدث اليوم في العراق ويجب أن نفعل شيئا، استعدوا وانتظروا أوامر المرشد الأعلى). وكان موقع (تابناك) التابع لمحسن رضائي قد كشف قبل أيّام أن نحو 5 آلاف شخص من المتطوّعين الإيرانيين سجّلوا أنفسهم للذهاب إلى العراق للدفاع عن المراقد الشيعية). يذكر أن السلطات الإيرانية قامت بفتح مراكز لتجنيد المتطوّعين في مختلف الأقاليم الإيرانية منذ بداية أحداث العراق الأخيرة، بدءا من العاصمة طهران والمدن الكبرى كأصفهان ومشهد وشيراز وحتى إقليمي أذربيجان والأهواز ذات الأغلبية الشيعية. وفي المقابل، وردّا على هذه الدعوات أصدر عدد من القوى السياسية والفعاليات الشعبية العربية الأهوازية والتركية الآذرية بيانات ومناشدات دعت المواطنين الشيعة إلى عدم الانجرار وراء دعوات وشعارات نظام ولي الفقيه الذي يستغل الدين والمذهب لأغراضه التوسّعية وبثّ الفتنة والحروب الطائفية على حساب شعوب المنطقة. هذا، وقد أعلنت كلّ من قوات الجيش والحرس الثوري والباسيج الإيرانية خلال الأسابيع الماضية استعدادها التام للتدخّل العسكري في العراق تنفيذا لأيّ أوامر يصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي، القائد العام للقوّات المسلّحة الإيرانية. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال في كلمة متلفزة (إن كثيرين عبّروا عن استعدادهم للذهاب إلى العراق للدفاع عن المراقد المقدّسة ومستعدّون للتضحية في مواجهة قوات المتشدّدين)، على حدّ تعبيره.