ردّ أشراف منطقة القبائل والجزائر عموما وأحرار تيزي وزو بوجه خاصّ على حماقة (وكّالين رمضان)، حيث لم تمرّ سوى ساعات قليلة على وقاحة انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك بتيزي وزو التي أقدمت عليها عصابة من الضالّين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا، حتى بادرت مجموعة من الأشراف بتنظيم عملية إفطار جماعي في نفس مكان ارتكاب الجريمة التي يعاقب عليها القانون الجزائري وتمقتها أعراف الجزائريين وترفضها الفطرة السوية. المئات من سكان تيزي وزو نظّموا يوم الجمعة إفطارا جماعيا بساحة الزيتونة ردّا على الغداء الجماعي الذي انتهك خلاله بعض المحسوبين على المنطقة حرمة رمضان، وبهذه المبادرة تثبت منطقة القبائل مرّة أخرى أنها أحد معاقل العلم والدين وتبرّئ ذمّتها ممّن يحاولون تدنيسها. ودعا عمر فرحات المدعو (كريم كاكي) شباب من سكان المنطقة أوّل أمس ناشرا على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) إلى إقامة صلاة المغرب والإفطار الجماعي بنفس المنطقة التي تمّ انتهاك حرمة رمضان فيها من طرف بعض الانفصاليين والمنتمين إلى حركة (الماك) التي يقودها فرحات مهني. وفي ردّ رائع وصفعة ل (وكّالين رمضان) قام ما يناهز ال 400 شخص -حسب تقديرات من حضروا في عين المكان- بتلبية الدعوة، حيث أدّى المجتمعون صلاة المغرب جماعة في أجواء إيمانية. وردّد الحاضرون عبارات عديدة وهتافات منها (اللّه أكبر احنا مسلمين)، (آسّا آزكا الإسلام يلا يلا) وتعني بالعربية (اليوم وغدا الإسلام باق)، وكذا (تيزي وزو إسلامية) ورفعوا المصاحف عاليا ورايات كتب عليها (لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه). ووصف أحد أئمة المنطقة المبادرة بالطيّبة والمباركة، قائلا إن تيزي وزو دافعت عن الإسلام وتخرّج منها معظم علماء الجزائر. ومن جهتهم، قال سكان المنطقة إن الصّوم للّه عزّ وجلّ، ووحده القادر على محاسبة من انتهكوا حرمته، معتبرين مبادرتهم دليل قاطع على من يشكّك في إسلامية الأمازيغ أو حبّهم للدين ودفاعهم المستميت عنه. ويأتي هذا الإجراء كردّ على خطوة سابقة نظّم خلالها صبيحة الخميس بعض الضالّين إفطارا علنيا في ساحة الزيتونة، وخابت آمال هؤلاء بعدما عرفت العملية مقاطعة جلية للعيان بالنّظر إلى العدد القليل من الأشخاص الذين شاركوا فيها.