نظّم، أول أمس، المئات من سكان تيزي وزو إفطارا جماعيا بساحة الزيتونة ، ردا على انتهاك بعض الشواذ والمتعصبين وجماعة الماك حرمة رمضان جهرا نهارا، وبهذه المبادرة، تثبت منطقة القبائل مرة أخرى أنها أحد معاقل العلم والدين وتبرء ذمتها ممن يحاولون تدنيسها، وتدنيس الدين الإسلامي الحنيف، خاصة أن الحادثة وقعت رمضان العام الماضي، حيث قام سكان الولاية بالرد على من انتهكوا حرمة الشهر الفضيل. والمبادرة الحسنة دعا إليها شباب وسكان المنطقة، وتبنها الشاب عمر فرحات، المدعو كريم كاكي، والتي بدأها بنشر دعوة على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك لإقامة صلاة المغرب والإفطار الجماعي بنفس المنطقة التي تم انتهاك حرمة رمضان فيها من طرف بعض الشباب، وفي رد على منتهكي حرمة رمضان، لبى النداء ما يناهز الأربعة مئة شخصا بحسب تقديرات من حضروا في عين المكان، ومباشرة عقب رفع آذان المغرب، أدّى المجتمعون صلاة المغرب جماعة في أجواء إيمانية رائعة تقشعرّ لها الأبدان. كما ردّد الحاضرون عبارات عديدة وهتافات منها الله أكبر.. حنا مسلمين وكذا آسّا آزكا.. الإسلام يلا يلا وتعني بالعربية اليوم وغدا الإسلام باق وكذا تيزي وزو إسلامية ورفعوا المصاحف عاليا ورايات كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله . ومن جهته، وصف أحد أئمة المنطقة المبادرة ب الطيبة والمباركة ، وقال إن تيزي وزو بلد دافع عن الإسلام وأخرج الكثير من العلماء وشبّه المنطقة بالعود الذي كلما فاح منه شيئا ازداد ريحه طيبا. من جهتهم، قال سكان المنطقة أن الصوم لله، عزّوجل، والله وحده القادر على محاسبة من انتهكوا حرمته وأن مبادرتهم هذه أكبر رد على من يشكّكون في إسلامية الأمازيع أو حبهم للدين ودفاعهم المستميت عنه. للإشارة، يأتي هذا الإجراء وهذه المبادرة كرد على خطوة سابقة من نوعها بمنطقة القبائل، حيث نظّم صبيحة الخميس الماضي، العشرات من المستجيبين لنداء جمعيات ناشطة باسم حقوق الإنسان، حركة احتجاجية متبوعة بإفطار علني في ساحة الزيتونة ، للتنديد بما أسموه ب التضييق الممارس ضد الأشخاص غير الصائمين بالولاية ، وملاحقتهم المستمرة من طرف قوات الأمن مع تقديمهم للعدالة. ودعا المحتجون إلى ضرورة احترام الحريات الشخصية، مشيرين إلى أن الصوم كباقي العبادات تؤدى عن قناعة دون إجبار الفرد عليها، مستنكرين مداهمات قوات الأمن للمقاهي والمطاعم الناشطة في فترة النهار خلال شهر رمضان، في إشارة إلى المداهمة التي شنّتها مصالح الدرك الوطني مؤخرا بإحدى قرى تيڤزيرت، مع توقيف بعض المتواجدين فيها. وقد خابت آمال هؤلاء بعدما عرفت العملية مقاطعة جلية للعيان، بالنظر إلى العدد القليل من الأشخاص الذين شاركوا فيها، ولم يدم تجمعهم إلا ساعة من الزمن، حيث لم يبال المواطنون بهذه الحركة وتجمعهم الذي وجّه بتجاهل تام من قبل المواطنين، ولم يستجب سكان المدينة لنداءاتهم للتجمع، بل العكس شهد تجمعهم سخط بعض المارة من المواطنين الذين نعتوهم بشتى الردود حيث قال أحدهم: أنتم مجانين ولا أصل لكم .