تعرف مصلحة الاستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات بمدينة بغلية شرق ولاية بومرداس خلال هاته الأيام، حالة من الطوارئ مباشرة بعد الدقائق الأولى من وقت الإفطار، بسبب التوافد الكبير للمواطنين المصابين بالتخمة نتيجة الإفراط في الأكل والشرب خصوصا مع تزامن هذا الشهر مع فصل الصيف والحرارة ما يجعل الصائمين يقدمون على شرب المشروبات الغازية بإفراط دون إدراك عواقب ذلك على صحتهم. المشهد الذي وقفت عليه (أخبار اليوم) خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها سهرة أول أمس إلى مصلحة الاستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات بمدينة بغلية مباشرة بعد وقت الافطار، حيث تسجل هذه المصلحة حالة من الفوضى بالمصلحة وحالة من الطوارئ جراء التوافد الكبير من المواطنين المصابين بالتخمة وآلام المعدة بسبب إفراطهم في تناول المأكولات وشرب المشروبات الغازية لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وامتداد ساعات الإمساك إلى أكثر 17 ساعة، وأكد لنا أحد الأطباء الذين التقينا به داخل مصلحة الاستعجالات أن معظم الحالات المرضية المسجلة في أوقات ما بعد الإفطار منذ بداية هذا الشهر الكريم هي آلام المعدة أين يتم تشخيص كل يوم العشرات من الحالات المماثلة بسبب إفراط المواطنين في تناول الأكل بمختلف أنواعه وبكميات كبيرة، وبحسبه فهؤلاء يتناولون ومن دون وعي أصناف عديدة من الطعام والشراب في وقت قياسي الأمر الذي يسبب متاعب صحية مثل الشعور بالمغص والألم، وحتى الإمساك عند الأصحاء والمصابين بأي مرض هضمي، مؤكدا في هذا الصدد أن الجهاز الهضمي يعاني من مشقة هضم لتلك الكميات الكبيرة من الغذاء المتنوع وهو ما سيرهق إفرازاتها الحامضية ويترتب عنها زيادة الإفراز واعتلالها. وفي نفس السياق أكد محدثنا، أن معظم المرضى الذي يتوافدون إلى مصلحة الاستعجالات بعد الإفطار هم من المصابين بمختلف الأمراض المزمنة، على غرار مرضى السكري، مرضى القلب، مرضى الضغط الدموي والضغط الشرياني، ضيق التنفس ومرض الربو والعديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية وأمراض مزمنة ترهق صاحبها بسبب الصيام. وذكر أن بعض هؤلاء المرضى هم من المصابين بالجفاف خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة، ولم يخف ذات المتحدث أن نسبة الإصابة بحالات الجفاف قد عرفت خلال هذه السنة تزايدا مقلقا، مقارنة بالسنة الماضية وأرجع ذلك إلى تزامن شهر الصيام مع فصل الحر، وبحسبه فالكثير من المرضى الذين تم تشخيصهم تبين أنه يستبدلون الماء بمختلف المشروبات الأخرى كالعصير والمشروبات الغازية، والتي، بحسبه، لا تزيد إلا عطشا لأن الرغبة في زيادة الشرب تكون أكثر، مؤكدا بأن معظم مثل هذه الحالات التي تم تشخيصها بمصلحة الاستعجالات ببغلية تم تسجيلها عند كبار السن لاسيما منهم المصابين بالأمراض المزمنة.