قدمت الأستاذة فاطمة بن براهم مجموعة من الاقتراحات التي تهدف إلى مساعدة النساء المصابات بالسرطان في الجزائر، من خلال وضع إستراتيجية مبنية على خطط قانونية وسياسية وإعلامية تسلط الضوء على واقع المرأة المصابة بالسرطان وتضع أسسا للتكفل بها. طرحت الاستادة فاطمة بن براهم خطة للتكفل بالنساء ضحايا السرطان في الجزائر خاصة المصابات منهن بسرطان عنق الرحم والثدي حيث قدمت مجموعة من الاقتراحات صنفتها ضمن أربع زوايا مختلفة يمكن للدول أن تبني على ضوئها إستراتيجية لحماية ورعاية المرأة المصابة بالسرطان. وركزت بن براهم على أربع نقاط قانونية إعلامية سياسية واجتماعية. تقوية السند القانوني أكدت الأستاذة فاطمة بن براهم أن مسؤولية رعاية المرأة المصابة بالسرطان لا تقع على عاتق أسرتها فقط بل على المجتمع ككل، وطرحت في هذا الخصوص اقتراحا قانونيا ينص على منع القاضي من تطليق المرأة المصابة بالسرطان حيث تعاني اغلب النساء المتزوجات من مشكل تخلي أزواجهن عنهن بمجرد اكتشاف إصابتهن بالسرطان خاصة سرطان الثدي الذي يقضي على جانب كبير من أنوثة المرأة. ويسبب طلاق عدد كبير منهن، حسب الأستاذة بن براهم، في حرمانهن من العلاج المجاني والضمان الاجتماعي اللاتي كن يستفدن منه عن طريق اشتراك أزواجهن وهو مشكل تواجهه الكثير من المصابات بالسرطان. ودعت الأستاذة بن براهم القضاة إلى التريث في تطليق النساء المصابات بالسرطان وتحميل أزواجهن مسؤولية التكفل بهن وعدم رميهن وهن في هذه الحالة. تكثيف المراقبة الصحية في مراكز العمل والى جانب الشق القانوني طرحت بن براهم اقتراحات سياسية على وزيري العمل والصحة بتحسين وتقوية اختصاص طب العمل وإجبار كل العمال دون استثناء على إجراء الفحص المبكر للسرطان في كافة مقرات العمل والإدارات المختلفة، مع ضمان توفير التغطية الصحية في حال اكتشاف المرض وكذا التكفل بالمريض وعدم تسريحه بأي حجة كانت. ودعت في هذا السياق الى تكثيف الحملات التحسيس وزيادة درجة التوعية وسط العملات الجزائريات، وهو ما يساعدنا على تقليل حجم سرطان بسرطان الثدي الى أكثر من 05 بالمائة، وهوما أثبتته التجارب في كل دول العالم وحتى في الجزائر. كما أثنت الأستاذة فاطمة بن براهم على دور الإعلام في تعريف النساء بضرورة الكشف عن سرطان الثدي، وهو ما رفع من نسبة النساء المقبلات على إجراء الفحص المجاني في المراكز الااستشفائية التابعة للضمان الاجتماعي. ودعت بالمقابل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلى تخصيص دقيقتين من أجل طرح حملة تحسيسية أو إجبار الشركات التجارية الكبرى على وضع إشهار للوقاية من السرطان إلى جانب منتجاتهم التجارية. ونادت السيدة بن براهم بضرورة التكفل بالمصابين بالسرطان بكل أنواعه، حيث أرجعت ارتفاع نسبة الإصابات بالسرطان في الجزائر إلى التجارب النووية الفرنسية التي تركت آثارا بالغة على الجزائريين ونتائجها لا تزال تحصد لحد الآن، وهو ما يحتم علينا التفكير مليا في خطط لمساعدة سكان المناطق المتضررة من الإشعاعات النووية وتحسين طرق التكفل بهم، من خلال تقريبهم من مراكز العلاج والعمل على توفير العلاج المتواصل لهم بالقرب من مقرات سكناهم. س.ح