تسبّب الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة يوم الجمعة في فتنة حقيقية، فإضافة إلى حالة الرعب التي أصابت ملايين الجزائريين في عدة ولايات، نتيجة قوة الزلزال وتوالي هزاته الارتدادية، وجد عدد كبير من السكان أنفسهم في الشارع، على وقع إشاعات مختلفة، وفي ظل استمرار عمليات الترحيل الاستعجالية التي يبدو أنها لم تنل رضى كثيرين، خصوصا أولائك المستثنين منها. وقضت العديد من العائلات القاطنة ببلدية باب الوادي، أول أمس، ليلتها في الشارع مفترشون الأرصفة رفقة أبنائهم، وذلك احتجاجا على الوضعية المزرية التي يعيشون بها داخل سكناتهم الهشة والآيلة لسقوط في أية لحظة، وقد قامت السلطات المحلية في ما مضى بزيارة لهذه العائلة من أجل معاينة وضعية هذه السكنات وبعد عملية المعاينة قررت ترحيل كل العائلات القاطنة في تلك البنايات الهشة التي صنفتها في الخانة الحمراء، ولكنها لم تحرك سكنا بعدها، ومازاد الطينة بلة الهزة الأرضية الأخيرة التي ضربت بلدية بولوغين والتي خلفت تصدعات وتشققات عميقة وصلت حتى أساس البنايات السابقة الذكر، ما جعل قاطنيها يناشدون السلطات المحلية التدخل العاجل من أجل النظر في وضعيتهم، إلا أن السلطات لم تقم حتى بمعاينة المساكن المتضررة جراء الزلزال، بل اكتفت فقط بإرسال مصالح الأمن من أجل تطويق موقف الحافلات لشارع عبد الرحمان ميرة الذي شهد إحتاجاجات متكررة لهذه العائلات وعدم السماح لهؤلاء السكان بإحداث أية فوضى. من جهة أخرى، قام سكان حي باب جديد، صبيحة أمس، بالاحتجاج أمام مقر الدائرة الإدارية لباب الوادي، وذلك تعبيرا عن مخاوفهم من سقوط العمارات التي تقطن بها المصنفة في الخانة الحمراء، والتي ينتظر أصحابها الدور في الترحيل منذ زلزال 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس والعاصمة، إلا أن السلطات المحلية كانت تقوم في كل مرة بوعد هؤلاء السكان بعملية الترحيل في أجال قريبة ثم تخلف وعدها، وما زاد من حدة غضب هاته العائلات المهددة بخطر الموت إذا ما انهارت أية عمارة، عملية الترحيل السريعة والفورية لسكان بلدية بولوغين الذين تضررت مساكنهم من الزلزال والتي مست أزيد من 60 عائلة، دون ترحيل غيرهم من سكان البلديات المجاورة والتي تعيش في نفس الوضعية منذ سنين طويلة، ومن زاد من توتر هاته العائلات الإشاعات التي تتداول بين الناس حول الأسبقية في الترحيل، فالأخبار التي تتداول بين سكان حي باب جديد أن دورهم في ترحيل لن يكون قبل شهر سبتمبر، وذلك حتى يتم ترحيل كل العائلات المتضررة ببلدية بولوغين، بالإضافة إلى هذا فقد انتشرت العديد من الإشاعات الأخرى التي أطلقت حول تعرض ساكنات عدل بعين البنيان لتصدعات كبيرة وخطيرة جراء زلزال الجمعة الفارط، ما دفع بقاطنيها الذين سكنوا بها صائفة 2012، إلى نصب خيم خوفا من خطر الانهيارات، لذلك قامت أخبار اليوم من التحري حول وضعية هؤلاء السكان وذلك بربط إتصال هاتفي بأحدهم والذي كذب الخبر جملة وتفصيلا، وأكد أن سكنات عدل لبلدية عين البنيان، لم تتعرض لأية تصدعات تذكر سوى بعض التشققات الصغيرة جديدة وذلك راجع لقوة الهزة الأرضية. لم يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل راحت بعض وسائل الإعلام الوطنية من تصعيد حدة غضب الشارع العاصمي، وذلك بنشر أخبار مغلوطة حول إحتاجاجات قامت بها سكان بلدية باب الوادي، الذين قاموا بغلق الطريق وحرق العجلات المطاطية إحتاجاجا على زيارة وزير الداخلية، الطيب بلعيز، ووالي العاصمة، عبد القادر زوخ، اللذان قاما بزيارة معاينة لكل من بلديتي بولوغين وباب الوادي صبيحة الجمعة مباشرة بعد الزلزال.