تعتزم مجموعة من سكان الشاليهات بحي قريشي بالرغاية تنظيم حركة احتجاجية يوم 6 نوفمبر الجاري يحيون فيها من جهة الذّكرى السابعة لترحيلهم إلى هذا الحي في نفس اليوم من عام 2003، وإيصال معاناتهم وانشغالاتهم للسلطات العليا من جهة أخرى· ويشكو سكان الشاليهات من تماطل السلطات المحلّية في ترحيلهم إلى حدّ الساعة بالرغم من مرور سبع سنوات كاملة على زلزال 23 ماي 2003، حيث تمّ ترحيلهم آنذاك إلى هذه الشاليهات بالرغاية بعد أن أصيبت بيوتهم بعدّة مناطق في العاصمة بأضرار بليغة وأصبحت مهدّدة بالانهيار في أيّ لحظة، وقد وعدتهم السلطات آنذاك بأن إقامتهم في هذه الشاليهات مؤقّتة ولن تتجاوز ال 18 شهرا، وهذا ريثما يتمّ بناء سكنات عصرية لهم· ومنذ نوفمبر 2003 وسكان شاليهات حي قريشي وأحياء أخرى بالرغاية ينتظرون الترحيل دون جدوى، حيث يقوم مسؤولون بزيارتهم بين الفينة والأخرى ومطالبتهم بتجديد ملفاتهم، وهذا لإيهامهم بأن ترحيلهم قريب جدّا، لكن المدّة طالت وبلغت 7 سنوات كاملة دون أن تلوح في الأفق مؤشّرات حقيقية على قرب إعادة إسكانهم، وهنا يصرخ السكان قائلين: كفى كذبا ووعودا زائفة، نريد آجالا محدّدة لترحيلنا، إلى متى تستمرّ هذه الوضعية القاتمة؟· حيث تلخّص إحدى السيّدات هذه الوضعية القاتمة في عدّة نقاط لعلّ أهمّها هو اهتراء الشاليهات إلى درجة أن أرضيتها أصبحت محدودبة ويصعب المشي عليها، كما أن السكان يعانون الأمرّين حينما تتهاطل الأمطار، حيث تتسرّب إلى الغرف الضيّقة التي لا تتجاوز مساحتها 2.5 على 2 متر، ويخشون أن تفضي غزارة الأمطار إلى حدوث شرارات كهربائية تُشعل حريقا هائلا يأتي على الأقلّ على أيّ شاليه ومعه ثلاثة شاليهات بجواره، هذا إن لم تمتدّ النّيران إلى بيوت أخرى· وقد احترق فعلاً أحد الشاليهات العام المنصرم لنفس السبب، وهذا ما يؤرّق سكان الحي ويبعد النّوم عن أجفانهم لدى تهاطل الأمطار، ما يجعلهم يحضِّرون مسبقا الحدّ الأدنى من متاعهم قصد النّجاة به في حال وقوع أيّ حريق لا قدّر اللّه· كما نجم عن ضيق الشاليهات تعرّض الكثير من سكّانها لأمراض مزمنة عدّة، وفي مقدّمتها الأمراض التنفّسية والضغط الدموي والسكّري والقلق، إضافة إلى اليأس والإحباط: لم نعد نستطيع التحمّل أكثر، سبع سنين بركات، نريد حقّنا في سكنات لائقة، نريد أن يكبر أبناؤنا بعيدا عن هذه الأجواء الموبوءة، لقد وُلدوا وقضوا طفولتهم هنا لكننا لا نريدهم أن يشبُّوا أيضا في هذا المكان، إنه وكرٌ حقيقي للسرقة والاعتداءات وكلّ أشكال الانحرافات ونحن نخاف على أطفالنا وأنفسنا، نحن لا نطالب بالمستحيل نريد فقط حقّنا الشرعي في السكن· هي صرخة استغاثة ونداء توجّهها 140 عائلة ب شاليهات حي قريشي بالرغاية إلى السلطات العليا في البلد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد أن خاب أملُها في السلطات المحلّية وفي مقدّمتها الوالي الذي استنكف حتى عن زيارة سكان الحي، وهم يعلّقون آمالاً كبيرة على الرئيس لإدراكهم مدى اهتمامه بالقضاء على كلّ أشكال السكن الهشّ في البلاد وتنفيذ وعوده لسكان كلّ الشاليهات بإعادة إسكانهم في بيوت لائقة، وهو ما يأملون أن يتحقّق قريبا·