يحظى الخبز التقليدي المرتبط بتراث الطبخ الجزائري بمدينة المدية بكل العناية بمناسبة إقامة فضاءات بمتحف الفنون والتقاليد الشعبية في إطار الطبعة الثانية للمسابقة الخاصة بمختلف أنواع الخبز التقليدي والتي يشارك فيها أربعون خبازا يمثلون مختلف جهات الوطن. وقد واكب الخبز الذي يشكل مادة أساسية في أسلوب الغذاء بالمجتمع الجزائري كل التطورات بفضل براعة الجدات والنساء التي ما فتئت تدخل على هذه العجينة العجيبة كل التحسينات الممكنة في الشكل وفي الذوق ليكون الخبز دوما لذيذا. التقى المشاركون من خلال المسابقة الذين قدموا من مختلف الولايات منها البويرة وخنشلة وبرج بوعريريج لتقاسم واكتشاف براعة بعضهم البعض في صناعة الخبز وعرضه، بالإضافة إلى ولاية المدية محتضنة التظاهرة. وبمختلف أروقة المتحف الذي يحتضن هذه التظاهرة تبدو موائد العرض مزينة بمختلف أنواع الخبز التقليدي وهي تستقبل الزوار الذي جاؤوا باكرا وعديدين لاكتشاف أو إعادة اكتشاف هذا المنتوج الذي لا غنى عنه. وسيتمكن الزوار كذلك بهذه المناسبة من التعرف عن قرب عن مختلف طرق تحضير الخبز التقليدي وطهيه بواسطة فرن تقليدي هيئ بعين المكان. كما سيساهمون بوضع اليد في العجين ولمس العجينة في إطار ورشة (العجن) التي أقيمت بالمناسبة. وستقام حصة لتذوق الخبز في ختام المعرض تسمح لهواة الخبز التقليدي باكتشاف طعم ونكهة الأنواع المعروضة. ولهؤلاء الاختيار بين مختلف أنواع الخبز التقليدي مثل (المادون) و(المطلوع) و(الفطير) وكذا (الملاوي) و(التمراس) و(الخبز الحار) و(خبز العيد) و(خبز العروسة) وغيرها من الأنواع الأخرى التي تشتهر بها مختلف مناطق الوطن. وتقام خلال هذه التظاهرة مسابقة لأفضل نوع من الخبز التقليدي بهدف تشجيع الجهود المبذولة من أجل المحافظة على هذا الإرث الغذائي القديم.