يتخبط سكان العديد من أحياء بلدية لقاطة في ولاية بومرداس في ظروف معيشية صعبة للغاية بسبب افتقارها لشبكة المياه الشروب بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، حيث تتعقد ظروف الحياة في ظل عدم توفر هذه الخدمات. ل. حمزة وصف السكان ظروف معيشتهم بالبدائية نظرا لاعتمادهم على أساليب بسيطة في مسايرة يومياتهم المليئة بالمشاكل المترتبة عن غياب المياه وغاز المدينة الذي تتعدد مجالات استخدامه، وأوضح المواطنون بأنهم في قمة الغضب والاستياء من مصالح بلديتهم التي -حسبهم- لم تراع ظروفهم ولم تتخذ أية إجراءات من شأنها تحسين ظروفهم، وما يضايق المواطنين المراسلات والشكاوى المتكررة التي أمطروا بها البلدية في حين أن هذه الأخيرة لم تهتم بانشغالاتهم، وعن الظروف القاسية التي يعاني منها المواطنون أكد هؤلاء أن موسم الشتاء المنصرم مرّ عليهم كالجحيم من جراء عدم توفر سكناتهم على مادة الغاز الطبيعي والتي تكثر الحاجة إلى استعمالها في موسم تهاطل الأمطار أين تشتد البرودة، الأمر الذي يجبر المواطنين على ضرورة توفير التدفئة، لكن أمام افتقار السكنات للربط بشبكة الغاز يضطر هؤلاء الى الاستنجاد بقارورات غاز البوتان التي استنزفت جيوبهم في ظل ارتفاع معدل استعمالها أسبوعيا، أما بالنسبة للعائلات المحدودة الدخل والتي تعاني من الفقر فتلجأ هذه الأخيرة إلى استخدام مادة الحطب في توفير التدفئة وكذا لاستعمالها أيضا في الأشغال المنزلية التي تتطلب استخدامها، وعن حصول المواطنين على قارورات غاز "البوتان" قالوا أن ذلك لا يحصل إلا بعد شقاء وجهد كبير لاسيما أمام عدم توفر نقاط بيعها على مستوى المناطق التي يعيشون فيها، كما أن أصحاب الشاحنات التي تجول التجمعات السكانية لتزويد سكان الأحياء المحرومة من هذه المادة يتعذرون خلال موسم الشتاء عن الالتحاق بهم نظرا لكميات الأوحال التي تتشكل على مستوى الطرقات الترابية والتي تخلف صعوبات للشاحنات الأمر الذي يجبر المواطنين على التنقل الى نقاط بيعها من أجل تأمينها والاستفادة منها، وفي صدد الحديث عن الغبن والمتاعب المترتبة عن هذه العملية، جدد المواطنون رفع مناشدتهم الى المصالح المحلية في سبيل ربطهم بهذه المادة الحيوية التي يصعب كثيرا العيش دونها. وعلى صعيد الانشغالات التي يطرحها السكان، يعاني سكان بعض الأحياء من غياب المياه الشروب عن حنفيات منازلهم فيما هناك أحياء نائية غير مربوطة بشبكة توزيع المياه، حيث تضطر لتلبية متطلباتها من هذه المادة من خزانات المياه القريبة من مناطقها، وحسب المصالح المحلية فإن أسباب عدم ربط بعض الأحياء بهذه الخدمة ترجع إلى التكاليف الباهظة التي تتطلبها هذه العملية، فيما تعاني البلدية من ضعف إمكانياتها المادية وهو ما حرم سكان الأحياء من التزود منها، وأمام هذه المعضلة التي تؤرق المواطنين يأمل هؤلاء أن تقوم الجهات المعنية بربط أحيائهم بهذه المادة الحيوية التي يستحيل العيش دونها.