التسوق الإلكتروني هي ظاهرة نلمسها أكثر في المجتمعات الأوربية التي تعيش عصرا مزدهرا جسدته التكنولوجيات الحديثة عبر وسائل الاتصال المتطورة وعصر المعلومات والعولمة ومجتمع الرقمنة لتصل بنسب متضائلة إلى معظم المجتمعات العربية ومن بينها المجتمع الجزائري الفتي في هذا المجال، بحيث نجد البعض من أفراده وقد بدأت تستهويهم هذه الهواية، ووجدوا فيها ضالتهم وراحتهم في التسوق عن بعد، على عكس البعض الآخرالذي لا يزال متشبتا بعملية التسوق العادي ويراها الأحسن والأوثق، لكن مناصرة البعض للتسوق عبر النت يضع مصير التسوق التقليدي المعهود عبر الأسواق محل استفهام وتساؤل، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما مصير التسوق التقليدي في ظل عصرنا الذي يتميز بالسرعة والرقمنة ويضع كل الأنشطة اليومية الاجتماعية والاقتصادية في إطارها التكنولوجي والرقمي البحت. امتدت التكنولوجيا في الجزائر لتصل إلى انتشار ظاهرة الشراء والبيع أو التسوق عبر الإنترنيت في المجتمع الجزائري وهي تعني بعض أفراده الذين يجدون في هذه العملية متعة كبيرة عن طريق الإبحار في مختلف المواقع والشبكات والاطلاع على أهم الماركات العالمية الأصلية من بلدها المنشأ وكل أنواع المنتجات التي تتميز بنوعية جيدة وأنيقة وتواكب العصر والموضة العالمية وليس الجزائرية فقط، حيث يرى البعض أن التسوق عبر الأنترنيت بحر كبير والسباحة فيه لا تنتهي، أما من حيث الأسعار فهي حسب نوعية السلعة وماركتها، ويقولون إن هذه العملية فيها راحة نفسية دون عناء التفكير عن كيفية الخروج إلى السوق والتفكير أين أخرج ومتى أخرج؟ وكذا ضمان الراحة البدنية دون عناء أو تعب، وهناك من الأفراد من يرى أن هذه الظاهرة تستعمل من أجل التباهي على الآخرين، لكن رغم ذلك لا يزال التسوق التقليدي يستهوي الكثيرين ويرونه أنه أقرب إلى الثقة بين البائع والمشتري وأن العمليات التي تتم عبر الأنترنت في العادة تكون وهمية. كما أن البيع التقليدي يتم عبر المشي فيضمن صحة للجسم وليس عبر نقرة من الإنترنيت، وهناك من النساء والمسنين الذين لايعرفون استعمال تلك الوسيلة التكنولوجية وهناك من لا يثق في هذه الوسيلة ويقول إن السلعة غير ممكن أن تصله، وهناك كذلك من تأتيه الأسعار غالية فلا يستطيع تسديد كل تلك المصاريف. والتسوق عن طريق الأنترنت يميل إليه البعض لأجل الحصول على نسخ أصلية منها التركية، الدنماركية، الكورية، الصينية الألمانية، الإيطالية، الأمريكية، البريطانية والفرنسية وتحتوي على سلع جديدة ومستعملة تبعث من البلد الأصلي أو البلد الذي نشأت فيه وتبعث إلى الجزائر في مدة تتراوح من 3 إلى 4 أيام وفيها منتوجات تشمل شتى مجالات الحياة من الألعاب إلى الألبسة إلى الإلكترونيات وقطع الغيار والهواتف وغير ذلك من المنتوجات المختلفة والمتنوعة المستعملة في حياتنا اليومية. وفضلا عن المواقع الدولية المخصصة لبيع مختلف السلع ظهرت مواقع محلية لها زوارها عبر مواقع الأنترنت تخصصت في بيع السلع الجديدة والمستعملة من سيارات وقطع غيار وحتى ملابس وصولا إلى أبسط الجزئيات المستعملة في حياتنا اليومية وهي طريقة عرفت رواجا في ميدان التجارة، وهناك من أيدها طبعا وهناك من عارضها. ومجمل القول أن التكنولوجيا تمنحنا الراحة وتبعدنا عن بذل الجهد والتعب، والشراء عبر الأسواق فيه الكثير من الفوائد باعتبار أن المشي رياضة، فبين هذا وذاك اختر ما يروق لك، لكن تأكد أن هذا العصر يعطيك حرية الاختيار بين ما يعجبك وما لا يعجبك.