كشف صناعيون جزائريون أن معدل حجم السوق الجزائري من أجهزة التلفزيون من مختلف الأحجام والأنواع، تقدّر بحوالي 5 ,2 مليون جهاز سنويا، وأن هناك أكثر من 20 مؤسسة متخصصة نشطة في السوق، أغلبها خاصة. يقوم المستهلك الجزائري باختيار الأجهزة التلفزيونية الحديثة، ابتداء من البلازما وال''أل سي دي'' وحتى ''أل أو دي''، وهي نماذج عرفت رواجا واسعا في السوق، وبلغت نسب نموها في السوق ما بين 10 و20 بالمائة سنويا كمعدل. ولازالت التكنولوجيا تستهوي الجزائريين في هذا المجال، إلى درجة اضطر الصناعيون إلى إدخال عدة مزايا وخدمات ما بعد البيع وضمان التصليح، لتعقد التكنولوجيات المستخدمة التي لم يعد المصلح التقليدي قادرا على مواكبتها، بدليل اختفاء المصلحين وانكماشهم إلى أعداد قليلة جدا، وتوجه الشركات المصنعة إلى إقامة ورشات للصيانة والتصليح أيضا. ويظل قطاع التلفزيونيات من بين أنشط الفروع المعتمدة لدى الصناعيين، وتتراوح من 30 إلى 50 بالمائة من رقم الأعمال، حسب المصنع أو المستورد أو ممثل العلامة النشطة. وتبقى العلامات الآسيوية هي الغالبة في السوق، موازاة مع توجه الصناعيين إلى تطوير التركيب والتجميع بنسب إدماج تتراوح ما بين 30 إلى 80 بالمائة، حسب درجة ومستوى المنتوج المقترح. كوندور متعاقدة مع أكثر من 200 تقني لتصليح الأجهزة الكهرومنزلية ''أل سي دي 32 بوصة'' يمثل 60 بالمائة من مشتريات الجزائريين كشف المدير العام لشركة كوندور، عبد الرحمان بن حمادي، أن ''أل سي دي 32 بوصة'' يمثل 60 بالمائة من مشتريات الجزائريين لأجهزة التلفزيون، مرجعا ذلك لحجمه المعقول، وسعره الذي يبقى في متناول جميع شرائح المجتمع. وأكد المدير العام ل''كوندور'' ل''الخبر''، أن انتشار استعمال هذا النوع من أجهزة التلفزيون يرجع أيضا إلى تحكم أغلب المنتجين في تكنولوجيا صنعه. وتأتي في المرتبة الثانية أجهزة ال''أل أو دي'' التي يعرف سعرها ارتفاعا يتراوح بين 20 و40 بالمائة عن ال''أل سي دي''. وحول خدمات ما بعد البيع، أشار بن حمادي إلى أن نسبة الأجهزة التي تسجل عطبا خلال فترة التأمين المقدّرة بسنتين لا تتجاوز 1 بالمائة، مضيفا أن عمر الجهاز يتجاوز خمس سنوات عموما. وأوضح ذات المسؤول أن أجهزة ''البلازما'' تبقى الأكثر تعرّضا للعطب، بسبب استهلاكها الكبير للكهرباء، ويمثل انخفاض الضغط 59 بالمائة من الأسباب، مضيفا أن كوندور متعاقدة مع أكثر من 200 تقني خاص مختص في تصليح الأجهزة الكهرومنزلية، حيث تمكّنهم من تكوين مجاني على كل منتجاتها، إضافة إلى ضمان خدمات ما بعد البيع التابعة مباشرة لها. وردا عن سؤال يخص استيراد جميع المتعاملين في القطاع نفس قطع الغيار المتأتية من الصين، قال إن أهم قطعة في جهاز التلفزيون تتمثل في الشاشة ذات نوعيات ثلاثة متدرجة، يصعب على الزبون العادي التفريق بينها، مشيرا إلى أن كندور تستورد الشاشات وقطع الغيار المطابقة للمعايير العالمية والخالية من الشوائب. وأشار المسؤول ذاته إلى أن نوعية الشاشة يتم التأكد منها بعد سنتين من الاستعمال. ففي حال ظهور نقاط سوداء سببها ليس تقنيا، فذلك يدل على رداءة نوعية الشاشة. مضيفا أن نوعية قطع الغيار الإلكترونية تختلف حسب مكان صنعها، ماليزيا، مالطا، هولندا أو أوروبا. وحسب بن حمادي، فإن التنافس في الأسعار دفع ببعض المنتجين إلى استعمال شاشة من الدرجة الثانية أو الثالثة، خاصة أن السعر هو العنصر الأساسي في اختيار المستهلك، ثم النوعية في الدرجة الثانية. أغلبها يرمى بعد العطب في المزابل تلفزيونات صينية ترهق جيوب المواطن وتتعب المصلحين يتيه المواطن بين علامات التلفزيون، بعد أن أصبح السوق غارقا في أكثر من 20 علامة، أغلبها منتج صيني لا يعمّر سوى 4 سنوات، ليحال على مقبرة الآلات والأجهزة الكهرومنزلية، خصوصا أن أغلبها غير قابل للتصليح. عندما تتحدث مع مواطنين في قاعات عرض شاشات التلفزيون، يفاجئك البعض بصدمته وقصته التي لا حدود لها مع التلفزيونات التي تحوّلت إلى أشبه ب''الجوتابل''، التي يتم الاستغناء عنها بعد أشهر من تشغيلها. في فضاء عرض إحدى العلامات، يقول ''مهدي''، أب لثلاثة أطفال وموظف بشركة خاصة ل''الخبر''، إن ''المتاعب تزيد كل عام مع التلفزيونات التي جرّبت كل علاماتها، ولم أصل بعد إلى المبتغى''. وأضاف ''مع حمى تلفزيونات البلازما، صار تصليح التلفزيون القديم مهمّة شبه مستحيلة''. أما ''عبلة''، الماكثة في البيت، فترى بأن ''اقتناء تلفزيون جيّد صار أشبه باقتناء فيلا، لأن الأسعار مرتفعة والنوعية سيئة، وأغلبها صيني لا يرقى إلى المستوى المطلوب''. وتضيف ''هناك تلفزيون ثلاثي الأبعاد ب23 مليون سنتيم، هل فعلا يصل سعره في بلد المنشأ إلى هذا الحد؟ ثم من يضمن لي تصليحه فيما بعد؟''. من جهته، يرى الأستاذ عمر بأن الاحتيال واضح، خصوصا أن نوعية الصورة التي يلتقطها التلفزيون تسيء مع مرور الوقت. أما السيد رشيد، وهو مصلح تلفزيونات منذ 40 عاما بشارع محمد بلوزداد بالعاصمة، فأصبح محله أكثر زيارة من عيادة الطبيب، بالنظر إلى عدد التلفزيونات التي تصاب بالعطب والخلل التقني. مضيفا ''كل شاشات التلفزيون مستوردة من الصين، ولا تحترم المعايير والمطابقة، ويتم تركيبها في الجزائر، أو استيرادها بشكل مباشر وبيعها بأسعار خيالية''. ويعتبر السيد رشيد بأنه منذ سنة 2000 وعدد التلفزيونات التي تصاب بالعطب في تزايد مستمر، كما أن 80 بالمائة منها ترمى في القمامة، لأنها غير قابلة للتصليح. وحسب المتحدث، فإن ''كل هذه التلفزيونات الصينية ممنوعة من التسويق في أوروبا، لكن الجزائر تحوّلت إلى ما يشبه ''سوق مزبلة'' لكل ما هو غير مطابق للمواصفات''. طارحا مشكل نقص قطع الغيار، حيث يوهم البائع الزبون بأنه يضمن له خدمات ما بعد البيع، لكنه لا يوفرها عند الحاجة. من جهتهم، يتحدث خبراء ومتابعون بأن ''كل العلامات التي تعرف بأنها جزائرية أو يتم تركيب أجهزة التلفزيون التي تسوّقها غير مطابقة''. كما أن أغلب هؤلاء يبحثون عن الربح السريع، لا غير. الجزائر تستورد أكثر من 157 مليون دولار لتوفيرها في الأسواق ''البلازما''.. موضة لا تعوّض التلفزيون القديم في صلابته أكد مختصون في إنتاج وبيع أجهزة التلفزيون في الجزائر، تقلص عمر أجهزة التلفزيون المسوّقة إلى أقل من خمس سنوات، خاصة بعد انتشار أجهزة ''البلازما''، لترمى في المزابل، بعد أن كان التلفزيون يعدّ من أساسيات منازل العائلات، والتي يمتد استعمالها إلى أكثر من عشر سنوات، وحتى عشرين سنة. وانتشرت ظاهرة التخلي عن أجهزة التلفزيون الجديدة ورفض تصليحها المكلف، خاصة ''البلازما''، في ظل انتشار تكنولوجيات جديدة تعدّت إلى استعمال أجهزة التلفزيون ذات الأبعاد الثلاثة، المسوّق في أكبر الدول المتحضرة، حيث يسارع الجزائريون، خاصة منهم الشباب، إلى التسابق في اكتشاف ما تخبئه آخر التكنولوجيات المستعملة في أحدث التلفزيونات المعروضة للبيع، غير مبالين بنوعيتها وصلابتها، مقارنة بالأجهزة التلفزيونية القديمة. ورغم التكلفة الباهظة التي تصرفها المؤسسات الوطنية المستوردة لقطع الغيار المستعملة في تجميع وتركيب أجهزة التلفزيون، والمقدّرة حسب إحصائيات الجمارك إلى غاية نهاية شهر أوت الماضي، بأكثر من 751 مليون دولار، إلا أن عدد أجهزة التلفزيون التي تصبح غير قابلة للاستعمال بعد انتهاء مدة الضمان المقدّر ب81 شهرا فقط، يبقى في تزايد مستمر. وأرجع المختصون في القطاع هذه الظاهرة إلى هشاشة قطع الغيار المستعملة والمستوردة بأسعار منخفضة، خاصة من الصين، إلى جانب عدم توفرها، وعدم تحكم مصلّحي التلفزيونات في التكنولوجيات الحديثة المعتمدة، على عكس الأجهزة القديمة. أجهزة تلفزيون بشاشات ''بلازما'' و''أل سي دي'' و''أل أو دي'' ؟ تتداول في السوق الجزائري مختلف الأصناف والأنواع الخاصة بشاشات التلفزيون والأجهزة المتطورة، التي بلغت مستوى تكنولوجيا يماثل تلك التي يتم تسويقها واقتراحها في الأسواق الأصلية، سواء في آسيا أو أوروبا. وأحيانا، يختلط على المستهلك أو الزبون العادي التفريق بين أنواع أجهزة التلفزيون ومزاياها وخصائصها. شاشة تلفزيون أل سي دي LCD ؟ هي شاشة عرض الكريستال السائل Display Crystal Liquid قدمتها بصورة بارزة شركة شارب الدولية عام .1998 وإن كانت التكنولوجيا متداولة من قبل، منذ سنوات 1983 و1984 و.1985 تتميز بدرجة عالية من الإضاءة وتنوع الألوان ولكنها، حسب الخبراء، لا توفر تباينا مميزا للألوان. تمنح عرضا أمثل حينما تكون الإضاءة عالية، لقلة انعكاسها للضوء. يمتد مدة استخدامها نظريا من 40 إلى 45 سنة شاشة تلفزيون بلازما ؟ ترتكز على خلايا صغيرة ومجهرية، تحتوي على غازات تمزج بالزئبق، تتوهج حينما يمرّ عليها تيار كهربائي ليتكوّن البلازما. تنتج الشاشة أفضل مستوى تباين للألوان، أي الفوارق بين الألوان، حيث تظهر الأسود القاتم والأبيض الفاتح وتنتج إلى غاية 1677 مليون لون، وهي شاشة تبث بصورة جيّدة، حتى في الأماكن المظلمة جدا. شاشة أل أو دي LED ؟ هي تطوير لل''أل سي دي''، تنتج نسبة تباين عالية للألوان، مع توفير الطاقة بنسبة تصل إلى 30 بالمائة. وتم تطوير الشاشة باستخدام مصابيح إلكترو ضوئية مقتصدة للطاقة ومقاومة للصدمات، ولها مدة استخدام طويلة. وعمد الصناعيون إلى إدخال تعديلات أخرى على الشاشات، أهمها الأبعاد الثلاثة التي تسمح للمشاهد مع استخدام النظارات من رؤية الأجسام في المشاهد المعروضة بأبعاد ثلاثية. محمادي العربي: 20 سنة في مهنة تصليح أجهزة التلفاز الزبون يفضل شراء تلفزيون جديد على تصليحه قال محمادي العربي، ذو خبرة تتعدى العشرين سنة في مجال تصليح أجهزة التلفاز ببرج بوعريريج، إن ارتفاع الأسعار قديما أجبر المواطن على إصلاح جهازه، مشيرا إلى أن عمر التلفاز كان يتجاوز 10 سنوات، كون قطع غياره كانت مطابقة للمعايير العالمية. أما بالنسبة للأجهزة المسوّقة حديثا، أوضح محمادي العربي أن تراجع الأسعار جعل الزبون يسأل عن تكاليف الإصلاح قبل أن يقرّر تصليح العطب، حيث يفضل شراء جهاز جديد كلما تجاوزت قيمة التصليح الألفي دينار، مضيفا أن عمر التلفاز اليوم لا يتجاوز خمس سنوات. من جهة أخرى، أكد نفس المتحدث ل''الخبر''، أن العطب في أجهزة التلفاز يبدأ في الظهور بعد انتهاء فترة التأمين، خاصة على مستوى قطع التموين بالكهرباء، لأن رداءة نوعية أغلبها تجعلها ضعيفة المقاومة، لانخفاض الضغط الكهربائي. في نفس الإطار، تحدث محمادي عن تغيّر نوعية الهياكل التي لم تعد تقاوم الحرارة وتنبعث منها روائح كريهة، كونها مصنوعة من مواد مسترجعة. من جهته، أوضح علي، تقني مختص في أجهزة البث والاستقبال، أن المواطن شديد الإقبال على ال''أل سي دي''، وأن أجهزة التلفزيون القديمة ''سي ار تي'' في طريقها إلى الزوال، في حين فسر عدم إقبال الجزائريين على أجهزة الأبعاد الثلاثة (D3)، بغلاء ثمنها وعدم التحكم في تقنيات تصنيعها، إضافة إلى قلة القنوات التي تبث بهذا النظام. وعن الفرق الموجود بين العلامات، قال علي إنها متشابهة ظاهريا، كونها مستوردة من الصين. فرغم أن قطع الغيار تختلف في نوعيتها، إلا أن التنافس في الأسعار جعل المنتجين يفضلون الأرخص ثمنا.