طفلة في الثالثة من عمرها تذبح على مذبح الكنسية أمام أعين المصلّين في كنيسة النّجاة في الكرادة ببغداد، القتلة الذين دخلوا الكنيسة عبروا كلّ الحواجز الأمنية بأسلحتهم ودخلوا الكنيسة وكأنهم يعرفونها جيّدا، غابت عن الكنيسة وكالعادة مفرزة الحماية الأمنية كما غاب اليهود لحظة تدمير برجي التجارة في نيويورك ليقال بعد ذلك إن الإرهاب الاسلامي هو من يقف وراء تلك الجرائم، ثمّ تسارع المواقع الإلكترونية السوداء التي تسيطر عليها عاصمة الشرّ بالتسابق إلى الإعلان عن تبنّيها، ومعها يسارع الإعلام العربي إلى نقل هذا التبنّي متلفزا· القتلة المجرمون احتجزوا المصلّين وقتلوا راعي الكنسية وهم يصيحون اللّه أكبر، واستمرّوا في قتل الرجال والنّساء لأكثر من ساعتين، وعندما فرغ الرّصاص أكملوا إرهابهم بالقنابل وأجبروا إحدى الضحايا على الاتّصال بقناة البغدادية على أنهم من دولة العراق الإسلامية، وأنهم يحتجزون الرّهائن، وأنهم يطالبوا أقباط مصر بترك فتاتين أعلنتا الإسلام وإلاّ فإن الحرب عليهم في مصر ستبدأ من قِبل دولة العراق الإسلامية· ثمّ وبعد أن سكتت كلّ النّيران دخلت القوّات العراقية إلى المكان، ومعهم اختفى القتلة المجرمون، وبعد ساعات من الإرهاب العنيف داخل الكنيسة جاءت الصور والقصص المرعبة ومعها رواية الدولة وشهادة الشهود لتفضح القصّة المالكية الأمريكية المفبركة· وكالعادة، فإن رواية الدولة أنها أنهت الهجوم الإرهابي وقضت على الإرهابيين الذين هم من تنظيم دولة العراق الإسلامية، أمّا شهادة الشهود فكانت وكالعادة عكس رواية الدولة الديمقراطية الحديثة، والتي يرعاها الاحتلال والمرجعيات الخبيثة، والتي أكّدت أن جيش الدولة وأجهزتها الأمنية وقفوا أمام وحول الكنسية حتى انتهى القتل، ثمّ دخل بعدها أشاوس المالكي وأفرغوا المكان دون القبض على أحد ممّن يسمّون بالإرهابيين، وأن القتلة اختفوا وكأن الأمر متّفق عليه تماما من قيادات الأمن والدولة التي يدير عصاباتها قاتل محترف ملعون تقف وراءه مرجعية شرّيرة قذرة لا يشفي غليلها قتل أهل العراق والكرة الأرضية قاطبة·