أكثر من 500 عائلة تستغيث: 30 سنة... بركات تواجه السلطات الولائية مشكل القضاء على أزمة السكن المطروحة منذ سنوات عديدة، خاصة بعد الرهانات التي باشرتها مصالح تبون من خلال المشاريع المتشعبة بهدف امتصاص غضب المواطنين، وتحسين القطاع بتطبيق مشاريع مجمع الصيغ السكنية من برنامج عدل، صيغة التساهمي الاجتماعي إلى صيغة السكن الترقوي المدعم، ناهيك عن صيغة السكن الاجتماعي الذي وجه خصيصا لأصحاب السكنات الهشة والبيوت القصديرية والأقبية. حسيبة موزاوي لكن هل ستتخلص عاصمة البلاد من النقاط السوداء في خضم العراقيل الكبيرة التي تواجه ذات المصالح وتهدد سير الإستراتيجية التي تطمح المصالح الوصول إليها، في ظل الأحداث المتتالية، من خلال النتائج التي أسفرت عنها البطاقية الوطنية للسكن وإقصاء أزيد من 1500 عائلة، حيث تطمح المصالح المسؤولة إلى كسب رهانات معضلة (أزمة السكن) المطروحة منذ سنوات في إطار مشروع الرئيس المتعلق بإنجاز مليوني وحدة سكنية، بعد أن تم منح أزيد من 11 ألف وحدة سكنية ذات صيغة اجتماعية بهدف القضاء على النقاط السوداء التي طالما كانت ولاتزال العائق الأكبر الذي يواجه قطاع تبون في ظل تصريحات المسؤولين حول القضاء على جل الأحياء القصديرية والأقبية قبل نهاية سنة 2014. أحياء فوضوية تنتظر الترحيل في حين أن الواقع يعكس تصريحات المسؤولين الزائفة، خاصة أن أكبر الأحياء خاصة الأقبية بالعاصمة التي تضم أزيد من 1000 عائلة لم تمسها العملية بعد، إلى جانب لجنة الإحصاء التي تعد بمثابة الطريق السهل للحصول على شقة بالمجان، وغيرها من الطرق الملتوية، مثل لجوء بعض العائلات إلى هدم السلالم والجدران بالشقق المصنفة بالخانة البرتقالية، وتواطؤ عائلات بالشاليهات والأكواخ مع أقربائهم، وغيرها من الحلول (المضبوطة). وعلى الرغم من الاجتماعات الولائية المكثفة بإعادة فتح كافة الملفات العالقة والشائكة، سواء ما تعلق بأكبر الأحياء القصديرية التي لاتزال تنتظر نيل حقها من السكن، إلى جانب دراسة ملف المقصيين والتحقيقات المكثفة والمدققة من قبل لجان البلدية والدائرة والولاية، إلا أن مخطط الترحيل الذي اختارته السلطات الولائية أسفر عن تسجيل هفوات مرة أخرى دون الاستفادة من التجربة الأولى سنة 2010، جراء التأخر الكبير في بعث التقارير والوثائق من قبل المسؤولين المحليين.. 1500 عائلة مقصاة وإذا عدنا إلى نتائج عملية الترحيل منذ انطلاقها في الفاتح جوان الفارط، نجد أنها قد أسفرت عن أزيد من 1500 عائلة مقصاة، منها التي تلقت ردودا إيجابية نتيجة الطعون التي أثمرت نتائجها بالإيجاب عليهم، ومنها من فضحتهم بطاقية السكن وكذا تحقيقات اللجنة المكثفة، سواء ما تعلق بالملفات المحشوة بوثائق مزورة بتواطؤ من المسؤولين أو ما تعلق بإحداث الفوضى بعد نفاد سبل الحصول على شقة بالمجان، لتليها الوقفة الاحتجاجية لقاطني الأقبية بحي (سوريكال) في بلدية باب الزوار، صبيحة الثلاثاء، أمام مقر البلدية التي لجؤوا إلى غلقها للتعبير عن غضبهم على التأجيل غير المبرر في برنامج (الرحلة) المخصصة لهم قبل الفاتح من نوفمبر المقبل، وهو التاريخ الذي كان قد أعلنه الوالي زوخ خلال تصريحاته الأخيرة. واتهم المحتجون البلدية بعرقلة تسيير ملفاتهم التي لم تبعث إلى الجهات المسؤولة على العملية بمقر الولاية لأسباب قيل بأنها تبقى مجهولة. التأجيلات تؤجج غضب 500 عائلة بأقبية سوريكال عادت الاحتجاجات من جديد إلى سكان الأقبية في باب الزوار أمس بصفة فجائية من دون أن يتم تحديد تاريخ مسبق لها، حيث تفاجأ السكان بتأجيل عملية (الرحلة) التي كانت مبرمجة لهم قبل حلول شهر نوفمبر المقبل، حسب تصريحات زوخ الأخيرة، غير أنهم اصطدموا بعدم إشعارهم بذلك كما هو معمول به، ما يعني تفويت الترحيل المبرمج اليوم. وقد صب المحتجون جام غضبهم على سلطاتهم المحلية، وعلى رأسها البلدية، التي اعتبروها السبب الأساسي في إلغاء ترحيلهم اليوم بعدما تأخرت في إرسال الملفات الخاصة بهم إلى اللجنة الولائية المكلفة بالترحيل. وما زاد من امتعاض هؤلاء هو غياب رئيس البلدية عن المقر حتى يرد على انشغالاتهم متهمين إياه بعرقلة سير الترحيل لأسباب تبقى مجهولة. هذا، وتعيش أكثر من 500 عائلة بأقبية سوريكال في باب الزوار أوضاعا معيشية صعبة للغاية منذ أكثر من 30 سنة، حيث لجأت العائلات إلى احتجاجات متتالية خلال السنوات الأخيرة بالقرب من الدائرة الإدارية للدار البيضاء والبلدية وصولا إلى مقر الولاية لحمل أوضاعهم المزرية التي تتضاعف كلما حل موسم الشتاء، والذين تجمعوا معبرين عن رفضهم لسياسة التهميش واللامبالاة التي تنتهج في حقهم، بعدما ضاقوا ذرعا من الرطوبة القاتلة التي تنهش أجسادهم والأمراض المزمنة التي ألزمتهم الخضوع للمعالجة الطبية الدائمة. وأكد المحتجون بأنهم يترددون على البلدية منذ أكثر من 15 يوما أملا في إيجاد حل لمشكلتهم، إلى أنهم ككل مرة لا يتمكنوا من مقابلة رئيس البلدية، والذي يقوم بالتهرب منهم، كما حدث اليوم رغم أنه يوم استقبال. وفي ظل كل هذه المعاناة التي تعيشها هذه العائلات المقدرة عددها ب 511 عائلة والتي وجدت نفسها مجبرة على التحمل أكثر وانتظار وعود السلطات المحلية بحقها في الحياة خاصة أن حوالي 20 حالة وفاة راحت ضحية هذه الأقبية بسبب الأمراض المزمنة الناتجة عن الرطوبة، وتطالب العائلات بإدراجها في قوائم العائلات المرحلة في القريب العاجل.