يولي المجتمع الجزائري أهمية قصوى لدور المرأة في المجتمع على اعتبار أنها النواة الأساسية في الأسرة ويقع على عاتقها مهام تربية النشء وهو ما ذكر به المشاركون في المؤتمر الدولي الأول للأنوثة من أجل ثقافة السلم حول موضوع (الكلمة للنساء) المقام بمركز الاتفاقيات (محمد بن أحمد) لوهران، بحيث ذكرت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة السيدة مونية مسلم أن السلم هو أحد مبادئ الإنسانية والمرأة هي التي تحتضنه. وأضافت الوزيرة في الكلمة التي ألقتها بالمناسبة بالقول (إذا تحدثنا عن المرأة فإننا نتحدث عن السلم وإذا ربطنا المرأة بثقافة السلم فذلك لكونها مسؤولة عن تربية الأجيال وأن (المرأة هي الأم والزوجة والمربية التي تحفظ التراث الثقافي والديني والتقاليد والمبادئ السامية للإنسانية بهدف نقلها إلى الأبناء والأجيال في سياق مبادئ ديننا). كما قالت السيدة مسلم أن (العالم يتغير وفي بعض الأحيان نحو الأسوأ، لذا يتعين علينا كسياسيين وخبراء ومختصين في علم الاجتماع ومثقفين العمل على تكريس السلم في المعمورة ونقل ثقافة السلم للبشرية قاطبة. فالسلم هو قضية الساعة). وأشارت الوزيرة إلى (أننا نحن الذين وضعنا مبادئ المصالحة الوطنية والحوار ودولة القانون والسلم). (فلنتحاور معا ولنبني معا ولنقول هنا من وهران للعالم بأسره أن الجزائر تعمل بكل قواها لإرساء ثقافة السلم). ومن جهته أوضح والي وهران عبد الغني زعلان أن (العالم بكل أطيافه الحاضر في القاعة هو متعدد الثقافات والأديان ويتقاطع بمصالح متعددة وينضم رغم الفوارق العديدة والاختلافات إلى السلم. وهو مبدأ سنته جميع الأديان والثقافات لا سيما في السياق العالمي المتسم بالصراعات الإقليمية وأحيانا العرقية). و(قد حظي هذا المؤتمر بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لأن هذا يتماشى وقناعته بشأن ثقافة السلم. وقد كان الأول من بادر بثقافة السلم في الجزائر من خلال قانون الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب الجزائري بالأغلبية الساحقة)، كما أضاف الوالي أن (التاريخ سيتذكر أنه قد أعاد لمجتمعنا تناسقه وتماسكه بعد سنوات قاسية وفظيعة)، مؤكدا أن (الجزائر تقدر أكثر من غيرها ثقافة السلم وتسعى لتكريسها كواقع ملموس في مجتمعنا). وعشية الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة أشاد والي وهران بالمرأة ومشاركتها جنبا إلى جنب الرجل في استقلال الوطن، مذكرا بالتضحيات التي قدمتها لاسترجاع السيادة الوطنية. ومن جهتها بعثت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) السيدة إيرينا بوكوفا رسالة إلى المنظمين أكدت فيها على دور التربية في نقل ثقافة السلم، وأبرزت قائلة (إننا نعمل على تعزيز دور التربية في نقل ثقافة السلم. فمن خلال التربية نتعلم احترام الآخر)، مضيفة أن (التكافؤ بين الجنسين في التعليم يشكل أمرا أساسيا). وعلاوة على ذلك أعربت السيدة بوكوفا على قناعتها بأن هذا المؤتمر يبقى فضاء للتفكير حول الطاقة النسوية التي تحمل بطبيعتها السلم لتكريس ثقافة السلم. كما شهدت مراسم إنطلاق أشغال هذا المؤتمر أيضا افتتاح معرضين الأول بعنوان (الحجاب ونزعه)، حيث يدعو -وفقا للمنظمين- إلى الترحال عبر القرون لاكتشاف المدلول الديني والثقافي والروحي للحجاب ونزعه. فهو عبارة عن تحقيق متميز في أصل الحجاب. أما المعرض الآخر (الحايك هوية جزائرية نسوية) فيعدّ تكريما للمرأة الجزائرية والشهيدات والمجاهدات ورمزا للهوية الوطنية. وتجدر الإشارة أن المؤتمر النسوي تم تنظيمه من قبل مؤسسة التنمية المتوسطية (جنة العارف) المتواجد مقرها بمستغانم ويرأسها الشيخ خالد بن تونس وشريك أجنبي يتمثل في المنظمة غير الحكومية المنظمة الدولية للصوفية العلاوية يجمع نساء من مختلف أنحاء العالم. ويقترح اللقاء فتح نقاش ديني حول (صورة الإسلام في المجتمع والتي شوهت بفعل العنف التي يرتكب باسم الإسلام) حسب المنظمين.