أكّد المشاركون في أشغال فعاليات الطبعة الأولى للندوة الوطنية الأولى حول (الإعلام والثورة الجزائرية بين إظهار الحقيقة ومأزق الدعاية) الذي اختتمت فعالياته أوّل أمس بقاعة النشاطات لدار الثقافة (نوار بوبكر) بأمّ البواقي، والتي تزامنت والذكرى الستّون لاندلاع الثورة المباركة على ضرورة دعوة كافّة وسائل الإعلام إلى ترسيخ مبدأ البحث والتنقيب عن كلّ ما له صلّة بمآثر ثورة التحرير، حيث عبّر المتدخّلون في هذه الندوة من خلال توصياتهم الختامية عن رغبتهم في ترسيم الندوة وتكريس الطابع الوطني التي كانت من أهمّ ما تم ّالخروج به في الندوة العلمية الوطنية، خاصّة وأنها تزامنت مع الاحتفالات المخلّدة لثورة نوفمبر. تطرّق صحفيون وأساتذة جامعيون في مداخلاتهم خلال هذه الندوة العملية الوطنية الذي نظّمها المكتب الولائي لاتحاد الصحفيين والإعلاميين الجزائريينلأم البواقي وتحت إشراف المكتب الوطني للاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين، والتي كانت تحت رعاية والي ولاية أم البواقي إلى أن العمل الإعلامي من خلال الثورة التحريرية هو عمل لابد منه، مؤكّدين في السياق ذاته أن الدعاية الإعلامية الثورية كانت أمرا واجبا وردّ فعل ضد الدعاية والتحريض الإعلامي الفرنسي الكاذب، حيث أشاروا إلى أن أوّل عمل إعلامي قدّمته الثورة للشعب الجزائري والمناضلين هو بيان (أوّل نوفمبر) الذي اعتبروه أوّل وثيقة إعلامية تصدرها الثورة لصالح الشعب الجزائري والمناضلين، والتي أكّدوا بشأنها أنها وثيقة إجماع لكلّ الشعب الجزائري إلى يومنا هذا، أين تحدّثوا في السياق ذاته بعد مرور ستّين سنة على ثورة التحرير عن إصدار العديد من الجرائد التي تهتمّ بالشأن الثوري الجزائري من خلال إصدار أوّل جريدة كانت تمثّل الثورة (جريدة المقاومة الجزائرية) يوم 01 نوفمبر 1956، لتليها بعد ذلك جريدة (المجاهد) التي أصبحت الصوت والممثّل الرسمي والمركزي لثورة التحرير. هذا، وقد أفرد من جانب آخر الأستاذ عبد القادر عزام عوادي من ولاية الوادي مداخلته للثورة الجزائرية في الإعلام الجزائري المطبوع انطلاقا من توصيفها بجريدة (المجاهد) التي كانت نموذجا له، كما أوضح من جانبه الأستاذ هواري بومسلة من ولاية وهران من خلال مداخلته بعدّة تساؤلات كانت مختصرة في فكرة (هل استطاع الكاتب أو الإعلامي أن يقدّم قراءة صحيحة للثورة الجزائرية؟)، وقد ناقش من جهتهم المشاركون أيضا باهتمام مداخلة جبهة التحرير الوطني وعملية الإعلام والاتّصال أثناء الثورة التحريرية. وأكّدت رئيسة الندوة العملية حسيبة بوخروف في ذات السياق أن هذه الندوة تعدّ وقفة إجلال واعتزاز أمام هذه الذكرى التي حضرها والي ولاية أم البواقي ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وكذا ممثّلون عن السلطات الأمنية والمحلّية ومجموعة من المجاهدين والمؤرّخين والشعراء وأعضاء المكتب الوطني للاتحاد والهيئات والجمعيات الفاعلة، معتبرة في ذلك أن المراحل والأزمنة التي أعقبت استقلال الجزائر شهدت تقدّما كبيرا مكّن من خلالها الجزائر من الاندفاع نحو صفوف الرقي والإنماء بمختلف أشكاله، مشيرة إلى أن الجزائر هي البلد الذي دحض أبناؤه الذين ضحّوا بالروح والبدن والمال والنسل وسياسة الاستعمار الغاضب حتى تعيش الجزائر مرفوعة الهامة. وكشفت ذات المتحدّثة أنهم ارتأوا أن يكون محور هذه الندوة الوطنية حول (الإعلام والثورة الجزائرية بين إظهار الحقيقة ومأزق الدعاية)، والتي تمحورت حول عديد المداخلات التي كان جلّها حول الثورة الجزائرية والإعلام المطبوع ومضامين الاحتفال بالثورة الجزائرية ومنهاج القراءة الصحيحة في الكتابة الصحفية، مشيرة في سياق حديثها إلى أن تنظيم هذه الندوة تبعا للعديد من النشاطات التي قامت بها باقي المكاتب الولائية جاء بعد أن سهر المكتب الوطني للاتحاد على مختلف الأنشطة وعقد العديد من الاتّفاقيات الدولية بخصوص مجال الإعلام والثقافة، والتي قالت أيضا إن هدف المكتب الوطني الذي تأسّس في فيفري 2013، والذي اعتمد وزاريا من طرف وزارة الداخلية هو النهوض بالصحافة الوطنية لتكون الوجه المعبّر والصادق عن الجزائر، وكذا الارتقاء بالكتابة الصحفية وفقا لأخلاقيات المهنة وصيانة مهنة الصحافة قصد الارتقاء بمستوى الصحافة فكريا ومهنيا من خلال تنمية مهارات الصحفيين والإعلاميين وصقل تجاربهم وتنظيم دورات تدريبية وتكوينية بهدف خلق روابط عمل وتبادل الخبرات والأفكار. وقد خرجت اللّجنة المشرفة التي ترأسها أحمد ديدي، الأمين العام للمكتب الوطني لاتحاد الصحفيين والإعلاميين الجزائريين، بعدّة توصيات حول الندوة الوطنية الأولى حول (الإعلام والثورة الجزائرية بين إظهار الحقيقة ومأزق الدعاية)، أين اعتبر أعضاء لجنة التوصيات ترسيم الندوة وتكريس الطابع الوطني من أهمّ ما تمّ الخروج به في الندوة العلمية الوطنية، خاصّة وأنها تزامنت مع الاحتفالات المخلّدة لثورة نوفمبر، إلى جانب إقامة معرض شامل يتعلّق بالشخصيات الثورية، مع تثمين مجال التعاون بين اتحاد الصحفيين والسلطات الولائية والحفاظ على الشراكة بين الطرفين. كما دعت اللّجنة إلى الانتقال بتنظيم مسابقة وطنية في مجال الإعلام حول الثورة التحريرية لأحسن عمل صحفي (المكتوب، السمعي، المرئي)، وكذا الدعوة إلى إصدار مجلّة تكون لسان حال الاتحاد وكذا موقع إلكتروني، إضافة إلى دعوة كافّة الإعلاميين إلى الانتساب للاتحاد والمشاركة في مختلف نشاطاته.