كشف وزير النقل عمار غول أمس أن الجزائر تعمل على الشروع في عدّة مشاريع من شأنها أن تطوّر الملاحة الجوية الجزائرية على المستوى العالمي، وترتكز هذه المشاريع على معايير دولية من خلال العمل بنظام التجهيزات العصري والجديد (الأييالاس)، كما كشف غول عن اقتناء 16 طائرة من الحجم الكبير وتهيئة 20 مطارا لاستقبال النّظام السالف الذكر. ذكر عمار غول خلال الندوة الصحفية التي نشّطها بفندق (الهيلتون) خلال تنظيم الجمعية العامّة ل (أفرا) الدورة ال 46 للخطوط الجوية الجزائرية أن هناك فرص عمل ثمينة للطيران الإفريقي وفّرتها الجزائر لدول إفريقيا إن عرفت كيف تستغلّها، وذلك من خلال فتح مطار تمنراست ببرج جديد عصري، وكذا على مستوى مركز الملاحة الجوية الجديد والعصري، والجزائر توفّر فضاءات ومحطات للملاحة الجوية تكون مثمرة جدّا فيما يخص النقل الجوي نحو إفريقيا، ومن إفريقيا من الجزائر نحو كلّ القارّات، وكذا اقتناء 16 طائرة من الحجم الكبير، والذي سيكون له دفع للنقل الداخلي والخارجي، حسب ما قال. وقال وزير النقل إن الجزائر ستهيّئ 20 مطارا لاستقبال النّظام العصري الجديد والتجهيزات وهو نظام (الأييالاس)، وهي عبارة عن تجهيزات عصرية جديدة -على حد تعبيره-، مضيفا أن هناك كذلك عملية هامّة جدّا ستباشرها الجزائر عن قريب من خلال تدعيم وعصرنة الخطوط الجوية الجزائرية، ومن خلال كذلك التكامل بين (الطاسيلي) والخطوط الجوية الجزائرية، والذي سيعطي دفعا قويا للجزائر ولإفريقيا، علما بأن (الطاسيلي) تدخل هذه السنة -على حدّ تعبيره- في خدمة المجال الجوي الخارجي. وأشار عمار غول إلى أن انعقاد هذه الندوة جاء بالموازاة مع الذكرى ال 60 لاندلاع الثورة، وكذا النقل الجوي العالمي الذي قطع 100 سنة من الوجود من خلال الانطلاق في النقل الجوي التجاري في 1914 (واليوم في 2014 يمكن التحدّث عن التطوّرات الكبيرة التي عرفها النقل الجوي عبر العالم، حيث ينقل 3 ملايير مسافر سنويا حسب إحصائيات 2012-2013، منها 948 مليون عبر آسيا و781 مليون عبر أوروبا و227 مليون عبر أمريكا اللاّتينية و808 مليون عبر أمريكا الشمالية و144 مليون عبر الشرق الأوسط و70 مليون عبر إفريقيا). غول أضاف أن النقل الجوي سيوفّر 58 منصب شغل عبر العالم، حيث في إفريقيا تستغلّ 371 مطار، 1273 طائرة، فيما تسجّل الجزائر 2.3 بالمائة من الحصّة الإفريقية (النقل الإفريقي) في إطار النقل الجوي العالمي، مشدّدا على ضرورة توحيد وتكاتف المجهودات من أجل رفع هذه النّسبة رغم أنها محفزّة، على حدّ تعبيره. وأوضح غول أن الجزائر تنقل 6 ملايين مسافر سنويا، أين يوجد بها 20 مطارا مصنّفا دوليا من بين 55 مطارا يستعمل للأسفار الداخلية، كما قال في سياق حديثه إن الجزائر تعمل على توفير آفاق 2019 فرصة 20 مليون مسافر سنويا عبر فضاء النقل الجوي. وذكر الوزير أن للجزائر دور هامّ جدّا بحكم موقعها الجيو استراتيجي في توزيع الرحلات من الجزائر نحو باقي القارّات ومن إفريقيا نحو الجزائر ونحو كلّ القارّات من خلال الاستثمارات الهامّة التي أقدمت عليها الجزائر إن على مستوى العاصمة من خلال مطار الجديد الذي سيوفّر في المستقبل على آفاق 2020 أكثر من 16 مليون مسافر سنويا من خلال ال 5 أبراج للملاحة الجوية التي هي اليوم في طور الإنجاز في الميدان وهي عصرية من خلال كلّ الإجراءات التي اتّخذتها الجزائر إن على مستوى النصوص التنظيمية أو كلّ الإجراءات المحفزّة للنقل الجوي. وعن الجمعية العامّة (أفرا) أكّد المتحدّث أنها تستطيع أن توفّر لشركات النقل الجوي فضاء ومنبرا قويا للدفاع عن حقوق الشركات الأجنبية، ويدفع إلى المزيد من التنسيق والتعاون على المستوى التجاري. توسعة مطار الجزائر ليستوعب 10 ملايين مسافر سنويا من جهته، أكّد محمد صالح بولطيف، المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، أن استراتيجية الشركة تصبّ في تطوير الشبكة بشراء 16 طائرة، ما يسمح برفع عددها من 43 إلى 59 طائرة وفتح خطوط جديدة، خصوصا نحو إفريقيا، على غرار جيبوتي، التشاد وجنوب إفريقيا استغلالا للموقع الجيو استراتيجي للجزائر وانطلاق توسعة مطار الجزائر ليستوعب 10 ملايين مسافر سنويا. وقال بولطيف إن الشركة قدّمت تضحيات جِسام في سبيل تطوير شبكتها ولم تمنعها الصعوبات من المساهمة بمجهوداتها في الوصول إلى شبكة نقل قوية قارّية وما بين القارّات من شأنها الاستجابة لكلّ الاحتياجات، إلاّ أنه في نفس الوقت انتقد عدم تنفيذ بنود اتّفاقية (موسوكرو) إلاّ بجانب واحد قائلا إن (عدم تنفيذها كانت له أثار سلبية على النقل الجوي وضعف شبكة النقل الإفريقي بسيطرة خطوط أجنبية). كما ركّز بولطيف في استراتيجية الشركة مستقبلا على الأمن والحماية والبنى التحتية والتنافسية في الأسعار وحتى التسهيلات فيما يخص الملاحة الجوية، مؤكّدا أن هذا اللقاء فرصة لرفع الصعوبات والتعامل مع الشركات الأجنبية، فيما أشار إلى أن خطط واستراتيجية الخطوط الجوية الجزائرية تصبّ في تقوية روح التنافسية مع الخطوط الجوية العالمية من خلال تشخيص المشكلات ووضع رزنامة لحلول ناجعة تجعلها في منأى عن التهديدات، مضيفا في هذا الصدد أن قرار (موسوكرو) يبقى الأرضية الوحيدة لتحديث شبكة النقل في إفريقيا، فضلا عن أهمّية تكثيف التحالفات الاستراتيجية التي تحفزّ النشاط الجوي وتبادل التجارب بين الإفريقيين.