فتحت مصالح الضبطية القضائية للفرقة الاقتصادية والمالية تحقيقا ضد عون أمن ووقاية بمركز بريد (سيدي امحمد) بعد الشكوى التي تقدّم بها الممثّل القانوني يتّهمهما فيها باختلاس أموال عمومية وإساءة استغلال الوظيفة بعد اكتشاف أكثر من 20 عملية سحب غير قانونية من حساب سيّدتين متوفيتين باستعمال صكوك النجدة ووضع عبارة معروف والتوقيع بدل صاحب الحساب ومن حساب زبونة مازالت على قيد الحياة، حيث وصلت المبالغ المختلسة إلى أكثر من 100 مليون سنتيم. انطلقت الشكوى إثر عملية تفتيش أنجزت من طرف مفتشي الوحدة، والتي تمّت في إطار الدوريات الروتينية التي كشفت أن عون الأمن المدعو (م.ح) قام بعشرين عملية سحب غير قانونية من حساب المتوفاة (ب.ف) بعدما انتحل صفة صهرها باستعمال صكوك النجدة ووضع عبارة معروف والتوقيع بدل صاحب الحساب خلال الفترة الممتدّة بين 3 مارس و22 أفريل 2014 وتمّ ذلك على عدّة دفعات، في كلّ مرّة 20 ألف دينار باستغلال الثقة التي تربطه بموظّفي الشباك من الحسابات البريدية التي لاحظ أن أصحابها سواء متوفين أو غائبين، وأنه كان يتمّ تزويد تلك الحسابات بمبالغ مالية معتبرة، وكذلك الحال بالنّسبة للمتوفاة (م.و)، والذي قام بسحب مبلغ 100 مليون سنتيم من حسابها البريدي الجاري، كما تمّ سحب مبلغ 150 ألف دينار من حساب جارته الزبونة (ع.ت). وخلال مواجهته اعترف المتّهم بما نسب إليه، وأن العمليات المشبوهة تمّت بعلم من مفتش المركز الذي وافق على سحب تلك المبالغ مقابل مبلغ 5 آلاف دينار يسلّمها له عن كلّ عملية، وهي التصريحات التي فنّدها المتّهم الثاني (ق.ح)، المفتش، واعتبرها ادّعاءات كاذبة في حقّه، وهو الملف الذي سيفصل فيه مجلس قضاء العاصمة في 23 نوفمبر الجاري بعد استئناف المتّهمين للأحكام الابتدائية الصادرة في حقّهم عن محكمة (سيدي امحمد).