ضمان حماية أكثر للطفولة وتوفير كل الظروف المعيشية الملائمة هو ما تسعى إلى تحقيقه الجزائر من خلال السياسات المطبقة في إطار حماية حقوق الطفل، كباقي دول العالم احتفلت الجزائر بالذكرى ال 25 لاتفاقية حقوق الطفل المؤرخة في 20 نوفمبر 1989، حيث نظمت حديقة التجارب الحامة يوما تحسيسيا وتوعويا بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والشبكة الجزائرية لحماية حقوق الطفل (ندى) بحضور مدارس من ولاية الجزائر وبومرداس وتيبازة والهيئات المعنية والمهتمة بشؤون الطفل. برنامج هذه التظاهرة كان غنيا بالأنشطة والورشات والمعارض التي خصصت للطفل والعائلة بهدف إعطاء بعد للعمليات التوعوية والتحسيسية في نفوس الأطفال وتلاميذ المدارس، هذا ما أكده السيد رحو عبد الحميد مدير مؤسسة حديقة التجارب الحامة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة رامية إلى تحسين آليات حماية الطفل. كما أوضح أنه تم تنظيم في ختام التظاهرة (سباق للرسم)، وهي تظاهرة فنية ستمكن المشاركين من التعبير وتبادل وجهات نظرهم حول إشكاليات تخص الطفولة، في أجواء احتفالية، ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه المبادرة في توفير فضاء للحوار العام حول حقوق الطفل على الصعيد الوطني، حيث يمكن مناقشة التقدم المحقق والتحديات في هذا المجال، مع إيلاء اهتمام خاص لموضوع احترام الاختلاف والمشاركة الاجتماعية والتقليص من الفوارق وإيجاد أجوبة مناسبة للانتهاكات المستمرة للحقوق الأساسية للطفل. كما دعت من جهتها السيدة حكيمة زيدان مكلفة بالإعلام والاتصال بشبكة (ندى) خلال اليوم التحسيسي المنظم، إلى ضرورة تعزيز ثقافة حقوق الطفل عند الأولياء والأطفال أنفسهم ما سيسمح بتعزيز البيئة الحامية لهؤلاء، لأن واقع الطفل الجزائري اليوم يستدعي تسليط الضوء وكسر الحواجز على كل أشكال العنف التي يتعرض لها. وفي هذا الخصوص قد وضعت شبكة (ندى) الرقم الأخضر تحت تصرف المواطنين في مختلف ولايات الوطن للإبلاغ عن أي انتهاك أو تجاوز يمس حقوق الطفل وهذا من أجل وضع حد لبعض الممارسات التي تحدث حتى داخل الأسرة الجزائرية والتي تمس هذه الفئة التي تعد اللبنة الأساسية لبناء المجتمع وأن الشبكة الوطنية للدفاع عن حقوق الطفل تقوم بدورها باتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق التنسيق مع الهيئات الحقوقية. حيث تم تسجيل آلاف المكالمات الهاتفية تلقتها الشبكة عبر رقمها الأخضر 30/33، كانت تتعلق بسوء المعاملة، إلى جانب تسجيل مئات المكالمات تتعلق بانتهاكات جنسية، مما سمح بالتدخل في الوقت المناسب بالنسبة للعديد من الأطفال والأولياء بالاستماع إلى مختلف المشاكل التي يواجهونها مع مساعدتهم على إيجاد حلول لها أو توجيههم إلى السلطات المخولة بالتدخل في تلك الحالات. وأوضحت أن هذا اليوم التحسيسي المندرج في إطار الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي لحقوق الطفل المصادف ل20 من نوفمبر من كل سنة يرمي إلى تعزيز التواصل بين أولياء الأطفال والجمعيات التي تُعنى بهذه الشريحة من أجل مساعدتهم على تخطي أي مشكل يمكن أن يتعرض له أبناؤهم. أما السيدة كريمة ابكان مهندسة دولة في الفلاحة ومنشطة خلية تربية النخل والبستنة فقد أكدت أن هذه التظاهرة هي لتوعية الأطفال بحقوقهم في العيش ببيئة سليمة ونظيفة وهو ماذهب إليه كل من السيدة لقاطي نوال ممثلة عن الوكالة الوطنية لحفظ الطبيعة التابعة لوزارة الفلاحة والسيدة طويل زهيرة مهندسة دولة في البيئة والسيدة دحمان نادية مكلفة بخلية الاتصال والتحسيس للمحافظة الوطنية للساحل والأستاذ الوناس جعفر مسؤول مخبر البيولوجيا بالمعهد الوطني العالي للصيد البحري لتربية المائيات والذين مثلوا الهيئات المعنية والمهتمة بحقوق الطفل. ومن جانبهم المشاركون من الأطفال والعائلات على حد سواء أبدوا سعادتهم من هذه التظاهرة التي من شأنها حماية حقوق الطفل وتعزيز هذه الثقافة في المجتمع الجزائري، وغرس مناهج التربية، وحماية رجل الغد من كل الشوائب.