كشف سعيد سحنون الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك أمس، أن المخطط الخماسي 2015/2019 سيفتح أبواب التوظيف مجددا، مُتيحا 8 آلاف منصب عمل مختلفة، علما أنها وظّفت 800 مهندس في سنة 2014، مؤكدا أن انخفاضأسعار النفط لن يؤثر في استمرارية تطبيق المخطط الخماسي 2015/2019 الذي سطرته الحكومة، مؤكدا أن الشركة البترولية الأكبر في إفريقيا لن تتضرر من أزمة أسعار البترول. وأشار سحنون خلال القمة التاسعة لشمال إفريقيا للبترول بفندق الشيراطون والتي تدوم على مدار يومين، إن هذه الأزمة مؤقتة وسيتم التغلب عليها من خلال الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة في هذا الشأن، داعيا كافة الناشطين في مجال المحروقات سواء كانوا أجانب أم محليين الاستثمار في الجزائر. وقال سعيد سحنون، أن الأزمة التي تعاني منها الجزائر وبعض الدول في العالم حاليا والمتمثلة في انهيار اسعار النفط لن تؤثر على برنامج التطور 2015 /2019، وأن الجزائر يمكنها التحكم في الأزمة خاصة وأنها تحتوي على مخزون احتياطي للمحروقات لابأس به. وكشف المتحدث كذلك، أنه تم اكتشاف بئرين بتروليين طاقتهما الإنتاجية تفوق 20 مليون متر مكعب أي ما يعادل 6 ملايير متر مكعب في السنة، كما اوضح الرئيس المدير العام انه تم تخصيص 90 مليار دولار من اجل تحقيق برنامج التطور خلال الخماسي القادم، مضيفا والتي وجهت إلى تشجيع وتطوير التنقيب والاكتشاف على المادة الخام. وبخصوص شركة سونطراك، أفاد ذات المتحدث أنه تم توفير خلال السنة الجارية 800 منصب شغل للمهندسين. وعن أهداف قمة شمال إفريقيا للبترول والنفط قال سعيد سحنون تهدف في الأساس إلى تطوير الصناعة في إنتاج الغاز مع شريك يملك تكنولوجيا في مجال المحروقات في الخماسي الأول من سنة 2015، أما عن الأهداف المسطرة للخماسي المقبل، أضاف سحنون تندرج بداية في تنويع مصادر الطاقة، تنويع الأسواق الجزائرية مع عدم نسيان هدف سونطراك الأولي في تشغيل اليد العاملة، كما أشار أن هناك خطة استثمارية تتلائم والأسعار، إلى جانب العائدات التي قال إنها ستبلغ 60 مليار دولار في نهاية 2014. حاشد: الجزائر تعيش أزمة مؤقتة ولن تطول ومن جهته، قال حاشد علي مستشار وزير الطاقة ونائب رئيس سوناطراك الأسبق المكلف بالتسويق، أن الأزمة التي تعيشها الجزائر هي ازمة مؤقتة ولن تدوم مطولا ولاداعي للقلق وسيتم تحقيق التوازن في اسعار النفط، موضحا أنها ناجمة عن تزايد العرض مقابل الطلب وهذا ما ساعد على انخفاظ في الأسعار، وفي هذا الإطار شدد على ضرورة تحقيق التوازن في العرض والطلب، وبالمناسبة دعا حاشد الدول الغير عضوة منظمة النفط الدولي الاوبيك لخفض الاستثمار في مجال المحروقات وخفض الإنتاج لتحقيق التوازن. وأضاف في تصريح ل أخبار اليوم أن مخزون احتياطي المحروقات سيكفي للأجيال الصاعدة، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على كميات هائلة من النفط وأن شركات القطاع مطالبة بتكثيف جهودها في مجال التنقيب والاستكشاف، مبرزا إلى ضرورة احداث توازن بين كمية العرض وكمية الانتاج. وأضاف علي حاشد عرفنا ذلك من قبل.. دورات من الارتفاع والانخفاض، هناك نفط كثير في السوق وطلب ضئيل، نحتاج لبعض الوقت قبل أن ترتفع الأسعار مجددا لكننا لا نعرف عند أي مستويات، ولا أعتقد أن الأسعار ستنخفض أكثر، علما أن الجزائر تعتمد اعتمادا كثيفا على إيرادات الطاقة لتمويل الإنفاق الحكومي لكنها لم تعدل حتى الآن خطط الميزانية بعد تراجع الأسعار الحاد منذ جوان الماضي . شرقي: قرار الأوبيك صدم الجزائر أما جمعي شرقي الخبير الاقتصادي فقال إن قرار الأوبيك جاء كالصدمة على الجزائر ومخالف تماما لتوقعاتها القاضية بتخفيض الإنتاج إلى 2 مليون، لكن الأوبيك أوقفتها في 30 مليون، مؤكدا أن الاستهلاك العشوائي يشكل خطرا على الاستثمار في الجزائر، بحيث أوضح المتحدث أن الطلب في تزايد بينما الإنتاج ثابت لا يتغير. أما عن انخفاض سعر البيترول أكد الخبير الاقتصادي في تصريح له ل أخبار اليوم أن هذا الانخفاض سيأثر سلبا على الاستثمار والإنتاج في الجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر تصدر الغاز بنسبة 25 بالمائة للأوروبيين، بينما قال إنه لابد من العمل على تلبية احتياجات السوق الجزائرية لتفادي الوقوع في الأزمة. أكثر من 450 خبير في صناعة المحروقات بالقمة ويعتزم مجمع سوناطراك استثمار 42 مليار دولار في النشاطات القبلية فيما يخص البترول والغاز لرفع إنتاجه إلى 225 مليون طن موازي للبترول من المحروقات، وسيستفيد مجال الغاز الطبيعي من حصة تقدر قيمتها ب22 مليار دولار خلال هذه الفترة الخماسية، أما السنوات الخمس المقبلة تتوقع سوناطراك دخول حيّز الخدمة حقل تينهرت بإليزي (24 مليون م3/يوم) وحاسي بن حامو وحاسي مينا (21 مليون م3/يوم) وحقل توات بأدرار (12 مليون م3/يوم) ورقان (12 مليون م3/يوم)، وكذا مشروع تيميمون(5 مليون م3/يوم). للاشارة، نظمت الجزائر لاول مرة قمة شمال افريقيا للبترول والغاز من 7 إلى 9 ديسمبر، وهو اجتماع دولي رفيع المستوى لخدمات الطاقة والنفط، حيث جمع أكثر من 450 خبير في صناعة المحروقات، حيث كان الموعد من أهم القمم للبترول والغاز في شمال افريقيا بالجزائر تحت رعاية مجمع سونطراك الرائد الجيوسياسي في المنطقة. وتعتبر الجزائر أول منتج للغاز في افريقيا، حيث تحتل المرتبة التاسعة في قائمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك من حيث مستوى الانتاج الذي يقدر ب1.13 مليون برميل في اليوم، وهذا في ظل الانخفاض الذي تعرفه أسعار النفط حاليا. وبما أن الجزائر محورا استراتيجيا لهذه القمة سعت جاهدة إلى كشف التقدم الحاصل في مجال الطاقات غير التقليدية، بالاضافة إلى تقييم المخاطر الغير تقنية المتعلقة بالاستراتيجية البيئية والاجتماعية وكذا الموارد البشرية وسمحت للشركات أن تكون لديهم اهتماما كبيرا للاستثمار في النفط، علما أنه حضر هذه القمة عدد كبير من الشركات المحلية والأجنبية.