تساقطت في الساعات الماضية كمّيات كبيرة من الثلوج عبر العديد من ولايات القطر الوطني، متسبّبة في (موجة صقيع) عبر الوطن، حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير في الجزائر العاصمة وأغلب ولايات البلاد، فيما تسبّبت الثلوج المتساقطة في (إرباك حركة النقل) عبر العديد من المحاور الطرقية ومنها الطريق الوطني رقم 1. فبينما اكتست مرتفعات كثيرة حلّة بيضاء سرّت الناظرين، سجّل انخفاض كبير في درجات الحرارة التي تدنّت إلى حدود صفر درجة في بعض المناطق، فيما تأثّرت حركة النقل في الولايات التي شهدت تساقط الثلوج، ومنها المدية التي عاشت على وقع تساقط كمّيات من الثلوج غطّت جزءا كبيرا من وسط وشمال الولاية، ممّا تسبّب في إعاقة حركة المرور أمس الثلاثاء ببعض أجزاء الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شمال وجنوب البلاد. وذكرت مديرية الأشغال العمومية أن حركة المرور في بعض أجزاء الطريق الوطني رقم 1 في شطره العابر لتراب ولاية المدية، لا سيّما على مستوى الحمدانية وبن شكاو و(الفرنان) شهدت أمس الثلاثاء اضطرابا إثر تساقط الثلوج التي غطّت جزءا كبيرا من وسط وشمال الولاية. وأفاد ذات المصدر بأن فِرق كسح الثلوج المنتشرة منذ الأحد عبر محاور الطرقات الحسّاسة تضاعف من تدخّلاتها لتجنيب غلق هذه المحاور، مشيرا إلى تجنيد وسائل بشرية ومادية هامة لضمان أمن المستعملين. تجدر الإشارة في نفس السياق إلى انتشار فِرق التدخّل للحماية المدنية منذ الساعات الأولى من نهار أمس بمختلف أجزاء الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شمال البلاد وجنوبها من أجل تقديم المساعدة لأصحاب المركبات المارّين عبر هذا المحور الاستراتيجي. وأوضح المصدر أن انتشار الأعوان المكلّفين بهذه المهمّة سيسمح لهم بالتدخّل بسرعة لدى تسجيل حوادث للمرور وتقديم المساعدة الضرورية لمستعملي الطريق في حالة محاصرتهم بالثلوج. كما سجّلت المحطة الشتوية لتيكجدة المتواجدة شمال شرق البويرة، وكذا مرتفعات المنحدر الجنوبي لسلسلة جبال جرجرة تساقط الثلوج الأولى لهذا الموسم. ولم تتوقّف الثلوج عن التساقط بهذه المنطقة منذ ليلة الاثنين، حيث غطّت قمّة الجبل بالمحطة الشتوية لتيكجدة، وكذا مرتفع (لالا خديجة)، باعثة السرور في نفوس الزوّار الذين لم يمنعهم البرد القارس من التردّد على المنطقة والتمتّع بجمال الطبيعة في هذه المواقع السياحية. في هذا الإطار، ذكر السيّد إسماعيل مزيان، مدير المركز الوطني للرياضة والترفيه لتيكجدة، أن (الزوّار يقصدون كلّ يوم تيكجدة وأسوال، حيث ارتفع عددهم في الأيّام الأخيرة، لا سيّما بعد تساقط الثلوج وهي الفترة التي تتميّز بتوافد هام لعشّاق الطبيعة على هذه المنطقة)، وأشار إلى أن المركز يعرف في مثل هذه الفترة إقبالا واسعا للسياح، خاصّة العائلات التي تقصد الموقع طلبا للترفيه والراحة في نهاية الأسبوع واكتشاف تيكجدة المكسوة بحلّتها البيضاء. وأضاف السيّد مزيان أن تساقط الثلوج تواصل صبيحة أمس الثلاثاء بكمّيات هامّة في قمّة مرتفعات تيكجدة وجرجرة، محذّرا من أن هذا الوضع قد يتسبّب في غلق الطريق الوطني رقم 33 على مستوى أسوال وتيزي نكويلال. من جانبها، اكتست عاصمة الهضاب العليا وضواحيها منذ صباح الثلاثاء الرداء الأبيض بعد موجة البرد الشديد التي اجتاحت سطيف منذ يومين أو ثلاث، وهي الموجة التي تنبئ عادة بقدوم الثلوج. وفسح الرذاذ المرفوق بهبوب رياح شمالية يطلق عليها (البحري) منذ الساعة العاشرة ونصف صباحا المجال للثلوج التي لم تستغرق وقتا طويلا لتغطية الشوارع والأرصفة والأشجار وأسقف المنازل وسط فرحة كبيرة للأطفال الذين لطالما يبتهجون لمشهد الثلوج. واستنادا إلى السيّد كمال بولحية، مسؤول بمصلحة الرصد الجوي المتواجدة بمطار عين أرنات، فإن الثلوج التي تساقطت عبر كامل إقليم ولاية سطيف (ستستمرّ وستزداد كثافة) إلى غاية بعد ظهر يوم الخميس المقبل على أقلّ تقدير. وبأعالي هذه الولاية، لا سيّما بجبلي مغريس الذي يقارب ارتفاعه 1800 متر والبابور تجاوز سمك الثلوج 15 أو 20 سم، حسب ما أشار إليه السيّد بولحية، موضّحا أن درجة الحرارة التي تقدّر في الوقت الحالي ب 1 درجة مئوية ستنخفض إلى 4 درجات تحت الصفر خلال اللّيلة المقبلة مع هبوب رياح بسرعة 80 كلم في الساعة. كما بدأت الثلوج الأولى تتساقط على مدينة باتنة بعد ظهر الثلاثاء، مع تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة.