أضحت الكثير من الطالبات الجامعيات وخصوصا اللواتي يخضعن للنظام الداخلي ويقمن في الأحياء الجامعية يشتكين من ارتفاع مصاريف دراستهن مقارنة بضعف المنحة الدراسية، التي لا تتعدى 4000دج، وما زاد الطينة بلة قلة المصروف الذي يرسله الأهل لبناتهم المقيمات بالأحياء الجامعية بالجزائر العاصمة، لذلك أصبحت الكثير من الطالبات يتبعن أساليب عديدة ويمارسن نشاطات متنوعة بأماكن إقامتهن لتغطية نفقات دراستهن. عتيقة مغوفل قابلت أخبار اليوم بعض الطالبات الجامعيات المقيمات بالحي الجامعي لبن عكنون واللواتي يدرسن بتخصصات مختلفة في العديد من كليات العاصمة، من أجل معرفة الطرق الكثيرة التي تستعملها الفتيات بغية الحصول على بعض الدنانير التي تعينهن على توفير حاجياتهن بالإقامة الجامعية حتى يحين موعد الذهاب إلى المنزل نهاية الأسبوع أو في العطل. الفليكسي من أجل ادخار 10 دنانير ابن خدة سنة ثالثة، حدثتنا قائلة إن المصروف الذي يرسله والدي لا يكفيني فهو يعطيني 5000دج شهريا فلا تمر 10 أيام حتى تكون قد انتهت فأنا أشتري منها أكلي اليومي، بالإضافة إلى مصاريف النقل ذهابا وإيابا حين تفوتني حافلة نقل الطلبة، وهو الأمر الذي يدفعني في كثير من الأحيان إلى التدين من زميلاتي، لذلك فكرت في حل من أجل تحصيل بعض الدنانير وكان الفليكسي الحل الأمثل، لأن هذه الخدمة غير موجودة بالهاتف العمومي التابع للإقامة الجامعية، وحتى لا تقوم الطلبات بالخروج من الإقامة كلما احتجن لهذه الخدمة، فقمت باستلاف مبلغ 1000 دج من صديقتي من أجل شراء بطاقتين لتعبئة لمتعاملي هاتف نقال سعر كل منهما 500 دج، و كتبت لافتة ألصقتها بمدخل الإقامة الجامعية في مضمونها من تريد أن تفليكسي فالخدمة متوفرة بالغرفة 57 بالرواق ج، وبعد مضي ساعة من الزمن بدأت الزبونات تقصدني واشترطت عليهن الفليكسي ب100دج فقط لا أكثر حتى أربح في كل 100دج، 10دج كهامش ربح . غرف الإقامات تتحول إلى قاعات للحلاقة على غرار خدمة الفليكسي التي تستخدمها خديجة من أجل توفير بعض المال فإن باية من دلس طالبة سنة ثانية علوم سياسية بكلية العلوم السياسية والإعلام بن عكنون، وجدت مشروعا آخر يذر عليها بعض النقود حتى تسد مصروفها اليومي، وهو تحويل الرواق الذي يحاذي غرفتها إلى قاعة للحلاقة والتجميل فهي متحصلة على شهادة في الحلاقة من معهد التكوين المتواصل ببومرداس، فقد اشترت مجفف شعر وبعض الكريمات للعناية بالوجه وعلقت لافتة بمطعم الإقامة الجامعية وكتبت عليها لكل من تريد بروشينغ أو تعمل قناعا لوجهها المجيء لصالون بيبة ، أما عن الأسعار التي وضعتها فتقدر ب 250 دج لتصفيف الشعر و500دج لقناع الوجه، كما سجلت باية ملاحظة على اللافتة التي علقتها بالمطعم تقول فيها لا تحرجيني بالقرض حتى لا أحرجك بالرفض وهي العبارة التي أصبحنا نقرأها يوميا في جميع المحلات مهما كان نشاطها التجاري. بيع مطبوعات الدروس... حرفة أخرى أما صفية من أزفون ولاية بجاية التي تحضر شهادة ماجستير في علوم الاقتصاد فقد وجدت لنفسها نشاطا تجاريا آخر، فهي تعاني من ظروف اجتماعية قاهرة فوالدها معاق ولها أخ وحيد يقوم بإعالة العائلة المتكونة من ستة أفراد فهو لا يستطيع أن يلبي نفقاتها الدراسية، لذلك اتفقت مع أحد الأساتذة بالكلية الذي يعرف ظروفها جيدا أن يقوم بإعطائها مطبوعات الدروس التي تقدم في المحاضرة وتقوم هي بدورها باستنساخ عند كل امتحان ما يقارب 200 مطبوعة مجانا وهي خدمة يقدمها لها أحد زملائها بالكلية الذي يعمل بإحدى المؤسسات مما يجعله يطبع لها بالمجان في مكتبه، وتقوم هي ببيعها لزملائها ب250دج للمطبوعة الواحدة وتحصل على مدخول وفير يمكنها من قضاء بعض حوائجها.