اللجوء إلى العمل من أجل مضاعفة الدخل لسد التكاليف المتراكمة على طول العام الدراسي هو الحل الأخير، الذي لجأ إليه المئات من الطلبة، مرغمين أمام قلة المنحة الجامعية في مقابل ارتفاع المصاريف المتواصلة للطالب الجامعي.. إيجاد عمل في وقت الفراغ، هو قرار إجباري تتخذه أغلب الطالبات في الإقامات الجامعية، فالمصاريف الجامعية تحولت إلى عبء ثقيل يجب عليهن مواجهته باللجوء إلى عمل يتوافق مع دراستهن وبرنامج دروسهن.. قبل الدخول إلى الجامعة كان الحلم ورديا وبعد الدخول وبداية معرفة هذا العالم الصعب المثقل بالمصاريف الضرورية لاستكمال المشوار الدراسي، والمنحة الجامعية التي لا تأتي إلا بشق الأنفس لا تغطي إلا بضع الحاجيات، ورغم توفر النقل الجامعي والمطاعم، إلا أن النقص والحاجة المادية تفرض نفسها أمام هذه الطالبات.. أخرجت كل طالبة جامعية كل مهارتها التي تتقن من أجل كسب المزيد من المال لتغطية مصاريف دراستها، وتعتبر الطالبات المقيمات في الإقامات الجامعية، هن أكثر الطلبة الذين يقبلون على العمل مع الدراسة في نفس الوقت، بالنظر إلى بقائهن بعيدا عن العائلة ومساعدتها المالية، وبالتالي فإنهن يحتجن إلى الجانب المادي بشكل كبير لتراكم المصاريف، وعليه فإن الدخول إلى عالم الشغل من أي باب بات أمرا محتوما أمامهن.. الداخل إلى أي إقامة جامعية للطالبات، تصادفه أنواع كثيرة من الملصقات الإعلانية على أبواب الغرف، فمنهن من تعرض خدماتها كحلاقة، وأخرى من أجل طبع الأوراق، وواحدة من أجل الفليكسي.. عالم آخر يولد وسط الإقامات الجامعية، فالضرورة تبيح المحضورات، والحاجة أم الاختراع، فالحاجة وحدها دفعت العشرات من الطالبات إلى امتهان هذه الحرف لمضاعفة دخلهن.. فعالم الإقامة الجامعية يتحول مع المساء إلى عالم آخر نابض بالنشاط، فالكل يسعى للربح بكل الوسائل، ف4 آلاف دينار لن تكون كافية لتغطية أقل الحاجيات، كما أكدت لنا العديد من الطالبات، خاصة من ناحية الأكل، والذي في الغالب يكون من محلات الفاست فود، وأيضا مصاريف شراء الكتب والدروس التي أصبحت تنقل عبر الأنترنت، أي تضاف مصاريف الطبع.. وهناك بعض الطالبات مع شدة الحاجة وقلة المال، تبقى صائمة عن الأكل إلى غاية العودة إلى الإقامة الجامعية، التي يغلق مطعمها عند السابعة، وإذا تخلفت الطالبة فلا أكل لها.. اللجوء إلى العمل ليس مقتصرا على فئة الإناث فقط، وإنما الطلبة الذكور هم كذلك مجبرون على ولوج هذا العام ولو على حساب تفوقهم الدراسي بعلامات ممتازة، فالمهم هو الهروب من الحاجة التي تحاصر العديد منهم.. من خلال العمل في مقهى الأنترنت بالإقامة أو المكتبة وبطبع الأوراق والتعامل مع الأساتذة وجلب الزبائن للفليكسي، وحتى العمل في بداية الدخول الجامعي، خاصة في جانب التسجيلات الجامعية.. والبعض منهم لا يرتاح حتى في العطلة الصيفية، التي تعتبر فرصة للعديد منهم من أجل العمل المضاعف لكسب المزيد من المال لإعاناتهم على الدخول الجامعي دون الوقوع في فخ الحاجة..