تفتح اليوم محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة ملف 06 عناصر من (سرية الساحل)، من بينهم (الأعمى) مفجّر نواة (الجيّا) الذين كانوا ينشطون ضمن الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة (سرية الساحل) تحت إمرة (أبو تراب)، حيث ينسب إلى هذه الجماعة تسهيل عملية هروب 20 نزيلا من سجن (سركاجي) سنة 1995، والتي أدّت إلى اغتيال 90 آخرين، إلى جانب استهداف أسواق الكاليتوس والأربعاء بواسطة المتفجّرات واغتيال 121 مواطن في تفجيرات استهدفت كلاّ من محطات نقل بن عكنون، بوزريعة وتافورة. وقائع القضية تعود إلى سنة 2002، عندما تمّ إلقاء القبض على المتّهمين من طرف مصالح الأمن، ويعدّ (ق. حسين) المكنّى (مصعب) والمعروف ب (الأعمى) عنصر دعم وإسناد فعّال ضمن صفوف الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة بقيادة (أ. رشيد) المعروف حركيا ب (رشيد أبي تراب) خليفة (عنتر زوابري) بعد القضاء عليه في فيفري 2002. وأسندت ل (ق. حسين) مهمّة تمكين أفراد الجماعة من المؤونة والترصّد لقوات الأمن للقضاء على أفرادها، إضافة إلى نقل الإرهابيين لتنفيذ الاعتداءات في عدّة أماكن استهدفت مدنيين عُزّل وأفراد الأمن، بينها مناطق بواسماعيل، زرالدة، دالي ابراهيم وغيرها. وممّا نسب إلى أفراد هذه المجموعة قتل موظفين يعملون في (جيزي) بمنطقة العاشور وتفجير عدّة قنابل في أسواق بالأربعاء والكاليتوس، إضافة إلى قضية تسهيل هروب مساجين والمشاركة في القتل العمدي، والتي تتعلّق بمقتل 90 نزيلا في (سركاجي) في أحداث الشغب التي حصلت سنة 1995. أمّا عدد الأشخاص الذين راحوا ضحية هؤلاء الإرهابيين فقد بلغ 121 قتيل توفوا جرّاء القنابل في بن عكنون والأبيار وتافورة، بالإضافة إلى عدد معتبر من الجرحى وضحايا الاغتصاب، وهي جزء من الاعتداءات الوحشية والمجازر التي ارتكبوها منذ 1994 إلى 2002. وفقد (ق. حسين) بصره -حسب أوراق الملف- سنة 1997 بحي برّاقي بالعاصمة إثر انفجار قنبلة عليه وهو ينقلها إلى السكّة الحديدية لتفجيرها مع أفراد من الجماعة المسلّحة، وبالرغم من ذلك واصل نشاطه في العمل الإرهابي بعدما تكفّلت به المجموعة التي ينتمي إليها وساعدته على إجراء عملية جراحية في إحدى العيادات الطبّية الخاصة إلاّ أنها لم تكن ناجحة، وقد حاول الأمير (رشيد أبو تراب) التخلّص منه، حيث طالبه بتفجير نفسه في مكان عمومي ووصلته معلومات في حال رفضه الانصياع لأوامر الأمير سيتمّ التخلّص منه، ليقرّر بعدها الفرار والاتّصال بفرع مكافحة الإرهاب وتسليم نفسه في صائفة 2002 وإفادة أفراد عناصر الأمن بمعلومات حول اختباء عناصر (سرية الساحل) التابعة ل (الجيّا) داخل بيت بمنطقة السحاولة بالعاصمة، ما مكّن عناصر الأمن من استرجاع أسلحة حربية وذخيرة واعتقال أفراد المجموعة، استفاد 10 منهم من إجراءات العفو في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتمّ إطلاق سراحهم، فيما أدين 12 آخرون في 2007 بينهم (ق. حسين).