أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة نهاية الأسبوع المنصرم النّظر في قضية 06 عناصر من سرية (الساحل)، من بينهم (الأعمى) مفجّر نواة (الجيّا) الذين كانوا ينشطون ضمن الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة سرية (الساحل) تحت إمرة (أبي تراب) إلى الدورة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاع المتّهم الرئيسي (ع. محمد)، حيث ينسب إلى هذه الجماعة تسهيل هروب 20 نزيلا من سجن (سركاجي) سنة 1995، ما أدّى إلى اغتيال 90 آخرين، إلى جانب استهداف أسواق الكاليتوس والأربعاء بواسطة المتفجّرات واغتيال 121 مواطن في تفجيرات استهدفت كلاّ من محطات نقل بن عكنون، بوزريعة وتافورة. يعتبر هذا التأجيل الخامس من نوعه الذي يطال القضية، حيث سبق تأجيلها في الدورات السابقة بسبب إصرار هيئة المحكمة على حضور الضحية (ب.ف) التي تعرّضت لعملية اغتصاب من طرف هؤلاء المتّهمين، وكذلك لاستدعاء الأشخاص الذين كانوا رفقة المتّهمين البالغ عددهم 11 واستفادوا من قانون السلم والمصالحة للحضور كشهود في القضية التي تعود وقائعها إلى سنة 2002، عندما تمّ إلقاء القبض عليهم من طرف مصالح الأمن. ويعدّ (ق. حسين) المكنّى (مصعب) والمعروف ب (الأعمى) عنصر دعم وإسناد فعّال ضمن صفوف الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة بقيادة (أ. رشيد) المعروف حركيا ب (رشيد أبي تراب) خليفة (عنتر زوابري) بعد القضاء عليه في فيفري 2002. وأسندت ل (ق. حسين) مهمّة تمكين أفراد الجماعة من المؤونة والترصّد لقوات الأمن للقضاء على أفرادها، إضافة إلى نقل الإرهابيين لتنفيذ الاعتداءات في عدّة أماكن استهدفت مدنيين عُزّل وأفراد الأمن، بينها مناطق بواسماعيل، زرالدة، دالي ابراهيم وغيرها. وممّا نسب لأفراد هذه المجموعة قتل موظّفين يعملون ب (جيزي) في منطقة العاشور وتفجير عدّة قنابل في أسواق بالأربعاء والكاليتوس، كما تنسب إلى هذه الجماعة قضية تسهيل هروب مساجين والمشاركة في القتل العمدي، والتي تتعلّق بمقتل 90 نزيلا ب (سركاجي) في أحداث الشغب التي حصلت سنة 1995. أمّا عدد الأشخاص الذين راحوا ضحية هؤلاء الإرهابيين فقد بلغ 121 قتيل توفوا جرّاء القنابل ببن عكنون والأبيار وتافورة، بالإضافة إلى عدد معتبر من الجرحى وضحايا الاغتصاب، وهي جزء من الاعتداءات الوحشية والمجازر التي ارتكبوها منذ 1994 إلى 2002. فقد (ق. حسين) بصره حسب أوراق الملف سنة 1997 بحي برّاقي بالعاصمة إثر انفجار قنبلة عليه وهو ينقلها إلى سكّة الحديد لتفجيرها مع أفراد من الجماعة المسلّحة، وبالرغم من ذلك واصل نشاطه في العمل الإرهابي بعدما تكفّلت به المجموعة التي ينتمي إليها وساعدته على إجراء عملية جراحية في إحدى العيادات الطبّية الخاصّة، إلاّ أنها لم تكن ناجحة، وقد حاول الأمير (رشيد أبو تراب) التخلّص منه، حيث طالبه بتفجير نفسه في مكان عمومي ووصلته معلومات في حال رفضه الانصياع لأوامر الأمير سيتمّ التخلّص منه ليقرّر بعدها الفرار والاتّصال بفرع مكافحة الإرهاب وتسليم نفسه في صائفة 2002 وإفادة أفراد عناصر الأمن بمعلومات حول اختباء عناصر سرية (الساحل) التابعة ل (الجيّا) داخل بيت بمنطقة السحاولة بالعاصمة، ما مكّن عناصر الأمن من استرجاع أسلحة حربية وذخيرة واعتقال أفراد المجموعة، استفاد 10 منهم من إجراءات العفو في إطار تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتمّ إطلاق سراحهم، فيما أدين 12 آخرين في 2007 بينهم (ق. حسين).