برمجت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة خلال الجدول التكميلي ملف الإرهابي (ق. حسين) وجماعته أو ما يعرف بملف الأعمى مفجّر نواة (الجيا)، والتي تنسب إليها عدّة عمليات إرهابية أبرزها زرع القنابل في أسواق بلدية الكاليتوس والأربعاء ومحاولة (تهريب) مساجين من المؤسسة العقابية ب (سركاجي)، وهي المحاولة التي أفضت إلى قتل 90 نزيلا بعدما قامت الجماعة بحرق عدد من الزنزانات. تفاصيل الملف الذي عاد إلى أروقة العدالة بعد قَبول المحكمة العليا للطعن الذي تقدّم 06 متّهمين من أصل 23 متّهما استفاد 11 شخصا منهم من قانون العفو الرئاسي، تعود إلى سنة 2002 عندما تمّ إلقاء القبض عليهم من طرف مصالح الأمن، ويعدّ (ق. حسين) المكنّى (مصعب) والمعروف بالأعمى عنصر دعم وإسناد فعّال ضمن صفوف الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة بقيادة (أ. رشيد) المعروف حركيا ب (رشيد أبو تراب) خليفة عنتر زوابري بعد القضاء عليه في فيفري 2002. وأسندت ل (ق. حسين) مهمّة تمكين أفراد الجماعة بالمؤونة والترصّد لقوات الأمن للقضاء على أفرادها، إضافة إلى نقل الإرهابيين لتنفيذ الاعتداءات في عدّة أماكن استهدفت مدنيين عزّل وأفراد الأمن، بينها مناطق بواسماعيل، زرالدة، دالي ابراهيم وغيرها. وممّا نسب إلى أفراد هذه المجموعة قتل موظفين يعملون في (جيزي) بمنطقة ألعاشور وتفجير عدّة قنابل في أسواق بالأربعاء والكاليتوس، كما تنسب إلى هذه الجماعة قضية تسهيل هروب مساجين والمشاركة في القتل العمدي، والتي تتعلّق بمقتل 90 نزيلا ب (سركاجي) في أحداث الشغب التي حصلت سنة 1995. أمّا عدد الأشخاص الذين راحوا ضحّية هؤلاء الإرهابيين فقد بلغ 121 قتيل توفوا جرّاء القنابل ببن عكنون والأبيار وتافورة، بالإضافة إلى عدد معتبر من الجرحى وضحايا الاغتصاب، وهي جزء من الاعتداءات الوحشية والمجازر التي ارتكبوها منذ 1994 إلى 2002. وحسب الملف فإن المتّهم الرئيسي ينحدر من بلدية جسر قسنطينة بالجزائر العاصمة، وهو أحد عناصر دعم وإسناد الجماعات الدموية بالجزائر خلال سنوات التسعينيات، غير أن فقدانه لبصره في عملية انتحارية جعلته عبئا على التنظيم الإرهابي الذي حاول التخلّص منه، الأمر الذي دفعه إلى تسليم نفسه لمصالح الأمن سنة 2002 وإمدادها بجميع المعلومات عن معاقل الجماعات الإرهابية، منها معلومات حول اختباء عناصر (سرية الساحل) التابعة ل (الجيا) داخل بيت بمنطقة السحاولة بالعاصمة، ما مكّن عناصر الأمن من استرجاع أسلحة حربية وذخيرة واعتقال أفراد المجموعة، لتكون بذلك نهاية آخر فلول (الجيا) على يده.