برمجت محكمة الجنايات في الجدول التكميلي للدورة العادية الأولى للسنة القضائية 2011/2012 الذي سينطلق العمل به في 24 جوان المقبل إلى غاية 11 جويلية المقبل، عددا هامّا من القضايا الإرهابية أبرزها ملف الأعور مفجّر نواة (الجيا) التي عادت بعد الطعن بالنّقض إلى جانب مكلف أمير سرية النّور وملف خطير ضمّ أشهر أمراء التنظيم الإرهابي بالجزائر وهم (حسان حطاب، عمّاري صايفي وعبد المالك درودكال) فضلا عن برمجتها لملف رعيتين إفريقيتين زوّدا نجل الوزير السابق للسكن ونجل جنيرال متقاعد بمادة الهيرويين، وعكس ما كان متوقّعا لم تتمّ برمجة قضية اغتيال العقيد تونسي رغم استكمال التحقيق فيها وإحالتها على غرفة الاتّهام بمجلس قضاء الجزائر· أدرجت محكمة الجنايات في 08 قضايا متعلّقة بالجماعات الإرهابية المسلّحة النّاشطة بالجزائر، من بينها مفجّر نواة (الجيا ق· حسين) وجماعته المتابعون بتهم ثقيلة متعلّقة بجنايات إنشاء جماعات إرهابية مسلّحة تعمل على نشر التقتيل والتخريب ووضع متفجّرات في الأماكن العمومية والأسواق إدّت إلى وفاة وجرح أشخاص والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والاغتصاب وحيازة أسلحة وجنحة التزوير واستعمال المزوّر. حيث سيمثل 06 متّهمين من بينهم الأعور من أصل 23 متّهما قبلت المحكمة العليا الطعن بالنّقض الذي تقدّموا به، في حين استفاد 11 شخصا من قانون العفو الرئاسي، حيث كان ينشط المتّهمون ضمن الجماعة الإسلامية المسلّحة بالجزائر العاصمة تحت إمرة (أبي تراب)، وقد تمّت إحالتهم على محكمة الجنايات بالعاصمة بعدما ألقي عليهم القبض سنة 2002. ويعتبر (الأعمى) 33 سنة، عنصرا فعّالا في المجموعة، حيث كان مكلّفا بمدّ رفاقه بالمؤونة والترصّد لقوّات الأمن لقتل رجالها، إضافة إلى نقل عناصر المجموعة إلى أماكن تنفيذ الاعتداءات بالتفجير والسلاح النّاري. ومن بين الأماكن التي عرفت عمليات إرهابية بالعاصمة من قبل هذه المجموعة استهدفت مدنيين ورجال أمن ببواسماعيل وزرالدة ودالي ابراهيم، وكذا تفجير قنابل في أسواق الأربعاء والكاليتوس· ورغم إعاقته واصل (الأعمى) نشاطه ضمن الجماعة الإرهابية، ولمّا أحسّ بأنهم يريدون التخلّص منه بلّغ عنهم لتكون نهاية تنظيم (الجيا) بالعاصمة على يديه. كما تنسب إلى هذه الجماعة قضية تسهيل هروب مساجين والمشاركة في القتل العمدي، والتي تتعلّق بمقتل 90 نزيلا ب (سركاجي) في أحداث الشغب التي حصلت سنة 1995، وكان يتواجد في السجن أثناء الواقعة بومعرافي قاتل الرئيس الرّاحل بوضياف وعبد القادر حشّاني القيادي السابق في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّ· أمّا عدد الأشخاص الذين راحوا ضحّية هؤلاء الإرهابيين فقد بلغ 121 قتيل توفوا جرّاء القنابل ببن عكنون والأبيار وتافورة، بالإضافة إلى عدد معتبر من الجرحى وضحايا الاغتصاب، وهي جزء من الاعتداءات الوحشية والمجازر التي ارتكبوها منذ 1994 إلى 2002· وستشهد هذه الدورة في 26 جوان المقبل ملفا أبرز أمراء التنظيم الإرهابي بالجزائر وهم عمّاري صايفي وحسان حطّاب الذين أدرجوا على أساس أنهم في حالة فرار بينما يتواجدون تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب أمير تنظيم القاعدة في الجزائر عبد المالك دوردكال الذين يتابعون رفقة 09 متّهمين آخرين بجنايات تكوين والانخراط في جماعة إرهابية، لا سيّما ما يتعلّق بضلوعهم في التقتيل والاختطاف مع استعمال وسائل التعذيب وتفجير الأماكن العمومية. وهي القضية التي تعود وقائعها إلى سنة 2006، حينما وقعت مصالح الأمن في اشتباك مع عدد من الإرهابين بمنطقة (حيزر) بالبويرة· وحسب ذات المصدر فإن مصالح الأمن تمكّنت من القضاء على أربعة إرهابيين وتوقيف المسمّى (ت· محمد) بعدما تمكّن هذا الأخير من قتل ثلاثة من عناصر الأمن رغم أنه كان جريحا· واعترف المتّهم الموقوف (ت· محمد) أثناء مرحلة التحقيق بانتمائه إلى جماعة إرهابية ناشطة بمنطقة البويرة مدليا بأسماء الإرهابين المكوّنين لها، كما اعترف بضلوعه وجماعته في الكثير من العمليات الإرهابية منها التفجيرات والتقتيل والاختطاف· كما أدرجت جنايات العاصمة ملف (ش· محمد) المكنّى (أبو سارية) أمير سرية النّور النّاشطة بمنطقة برج منايل بعدما عرفت عدّة تأجيلات خلال الدورات السابقة، وقد تمّت الإطاحة به بمساعدة عنصر دعم وإسناد بتاريخ 01 نوفمبر 2009 بعدما استقبله في منزله على مأدبة العشاء، غير أنه وفق تخطيط مسبق مع مصالح الأمن قام بوضع منوّم له في الطعام قبل أن يستفيق في مركز التحقيق· وسيتمّ بتاريخ 08 جويلية القادم الفصل في ملف رعيتين إفريقيتين متابعين بجناية استيراد المخدّرات والمؤثّرات العقلية بطريقة غير شرعية وجنحة المتاجرة بها، حيث ينسب إليهما أنهما هما من قاما بتزويد نجل وزير السكن السابق ونجل جنيرال متقاعد بمادة الهيرويين لترويجها في الأحياء الرّاقية بالعاصمة·