أشرق الكون بنور الهدى ساطعا يوم ذكراك يا خير الأنام محمدا صلى عليك الرحيم يوم ولدت من عرشه وهلّلت الملائكة ترحابا مودّدا يا من أنواره بالهدي تتلألأ بك انجلى الظلام الحالك وتبدّدا هذه ذكرى مولدك منّا اقتربت قام لها الورى بالصلاة عليك مرددا يا خير من جاء إلى الوجود مطلقا بمقدمك ازدانت الأرض بهاء وتورّدا ____ عليك الصلاة ما هبّت فوق الرّوابي نسائم وما لاح بين الغيوم إرعاد وبرق عليك الصلاة ما سقط على البراعم من ندى و ما حام طير في الأجواء بجناحه خفق وما تلا العابدون في الأسحار شهد صلاتهم وما فاح ورد في الخمائل بأريجه العبق وما جري في الجداول من وحي السماء وما أنبتت الأرض من اخضرار ونبق فكل ما في الوجود بقدومك متيّم يلهج بصلاة ما لها في العالمين سبق ____ اختارك الباري من أشرف الأقوام منزلة و اصطفاك دون الخلق للناس رسولا وجمّلك بصفات لم يؤت غيرك مثلها أمانة و صدقا في ظهر الغيب مقبولا و زانك بالحسن و الجمال دون منازع و لواء الحمد بيمينك كالمهنّد مسلولا و ظلّلك بالغمام رحمة، لك مسخّرة وأعطاك نورا لا يراوده وهن ولا أفولا والرسالة الغرّاء أتمّت جمال محاسنك فأنارت الكون، بنور الله مشعولا ____ واندثر ما كان من غي مضلّل وساد السلام بالإسلام ممجدا أوقعت بالإسلام أوثانا لطالما وقع لها الأشراف راكعين وسجدا وساويت بالدين بين العبد وسيّده فلا العبد عبدا ولا السيد سيّدا ونشرت بين البرية علما و أدبا تكلل الوجود بهما عزا و سؤددا و جمعت على الحق المبين عربا وعجما نشرت قيما ألانت قلوبا كالجلاميد صلدا يوم الزحام نروم من كرمك مأربا بشفاعة تنجينا من حرّ سعير مؤجّجا ومن حوضك تسقينا بيمينك ماء غدقا يشفي غليلا حرّه بين الضلوع مهّيّجا فيا حبيبا ما أنجبت حواء مثله وما لك شبيه في الصفات مزدوجا أبيت الخلد في دار عقباها زائلة و رمت شوقا لجوار الحميد مبتهجا فمرحى بذكرى مولدك يا خير مرسل كفانا بالدين القويم دستورا و منهجا قصيدة من نظم: الطيب بن لشهب يوم الأربعاء 2 ربيع الأول1436 ه الموافق ل : 2014.12.24 م