قبل 18 شهرا من الآن، احتضنت الجزائر نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 19 سنة بمدينة وهران وعين تيموشنت، وفيها تلقى المنتخب الوطني لكمة قوية بخروجه في الدور الاول، لكن حتى وان كانت هذه الضربة أشبه بضربات الملاكمين الذين يسقطون منافسيهم بالضربة القاضية، إلا أنها وللأسف أبقت روراوة في سباته العميق تجاه المنتخبات الشبانية ومنتخب المحليين، وإلا كيف نفسّر الغياب الكلي للمنتخبات الشبانية في جميع المنافسات الرسمية، حتى منتخب المحليين التحق بالركب، بل ألحق عنوة بقرار من رورواة نفسه بسحبه من المشاركة في التصفيات الأخيرة 2014، الأمر الذي دفع بالاتحاد الافريقي اول أمس بإعلان الجزائر مقصاة من التصفيات المقبلة لدورة 2016، جرّاء انسحابه من الدورة الماضية. قرار الاتحاد الافريقي سيشكل ضربة موجعة في حق اللاعب المحلي، حيث سيحرم الكثير منهم حتى من حمل الألوان الوطنية ولو في المنتخب الوطني الثاني، مما يبقي هذا اللاعب خارج دائرة المنافسة على منصب ولو احتياطيا في المنتخب الوطني الاول. قرار الاتحاد الافريقي بإقصاء المنتخب الجزائري للمحليين من المشاركة في تصفيات أمم إفريقيا 2016، يتحمله الرجل الأول في الفاف ، لكن للأسف، من يجرُؤ بفتح ملف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة؟ . وقبل ذلك، كان رئيس الفاف محمد روراوة، قد طالب في مثل هذا الوقت من العام الماضي، جميع رؤساء الأندية المشاركة في المنافسات القارية بالانسحاب، كون مشاركتها هدرا للأموال، فاستجاب حينها رئيسي اتحاد العاصمة واتحاد الحراش، الاول اعلن انسحابه بعد سحب عملية القرعة والثانية بعد سحب القرعة الآمر الذي كلف فريقه الاقصاء من المنافسات لموسمين، فيما تحدى رئيس وفاق سطيف وشباب قسنطينة روراوة، ودخلا المنافسة القارية، شباب قسنطينة خرج في الادوار الأولى، فيما الثاني حقق مالم يكن يخطر على بال أحد بما في ذلك رئيس الوفاق حسان حمّار والمدرب خير الدين ماضوي بفوزه باللقب القاري لدوري الأبطال بجدارة واستحقاق، موجّها صفعة قوية لروراوة، وكان بلاعبي الوفاق يقولون لهذا الأخير هذا هو اللاعب المحلي الذي تحتقره، هانحن نفوز بلقب دوري الأبطال ، مُرغِمين روراوة نفسه بالنهوض من مكانه لحظة إعلان حكم مباراة الوفاق بناديه فيتا كلوب الكونغولي، وراح يصفق إجلالا بهذا التتويج الغالي، مُتناسيا ما قام به قبل أقل من سنة، حين طالب وألح بل هدد إدارة الوفاق إن رفضوا الانصياع لقراره، والكل يتذكر كيف أجبر فريق الوفاق بخوض مبارياته الرسمية، إلى درجة أنه كان يلعب مبارتين في نفس التوقيت وبتشكيلتين مختلفتين، تشكيلة في الأدغال الافريقية وتشكيلة في وحل البطولة الوطنية وكأس الجزائر، فكان التحدي أن توّج الوفاق بالكأس الإفريقية الغالية.