ذكر تقرير صحافي أن الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" منح الفرصة للصهاينة لرفع الصوت من جديد في أوروبا، بعد سلسلة من الانكسارات المتتالية للسياسة الصهيونية في أوروبا. وقد حيث وظفت "إسرائيل" ووسائل إعلامها أحداث فرنسا لتبرير جرائمها ضد الإنسانية، لاسيما ما جرى في الأشهر القليلة الماضية من شنها حربًا ضروسًا على قطاع غزة، فضلًا عن حشد الرأي العام العالمي ضد ما يسمى ب«الجماعات المسلحة».وهذه أبرز الملفات التي وظفها الساسة الصهاينة والعسكريون في استغلالهم حادث "شارلي إيبدو"، حيث تعاطفت معها الصحف "الإسرائيلية" بأبعاد كثيرة، وانعكاسات على مختلف المجالات "الإسرائيلية" مستقبلًا. 1- الحرب على الإسلام، فلعل أهم اقتراح أدلى به رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» كرد فعل على الهجوم هو دعوته للغرب بضرورة شن حرب لا هوادة فيها على ما أسماه ب «الإسلام المسلح» على اعتبار أنه «أخطر تهديد تواجهه الإنسانية في العصر الحالي».ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن «نتنياهو» اقتراحه أن يتم تشكيل تحالف "إسرائيلي" عربي غربي لمواجهة من أسماهم «الإسلاميين المسلحين»، وفقًا لما ذكرته مصادر صحافية. وذكرت صحيفة «هاآرتس» عن «نتنياهو» قوله للرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند»: «إن الهدف الرئيس للإسلام هو اجتثاث ثقافتنا الغربية التي تستند إلى الحرية»، وأنه بدون حرب صارمة لا هوادة فيها ضد الإسلام، تتضافر فيها كل جهود أوروبا، فإن الجريمة الفظيعة التي ارتكبت مؤخرًا سوف تتكرر، بحسب قوله. 2- التضييق على المسلمين في أوروبا، وتقليص النفوذ الإسلامي في القارة العجوز، فقد دعت صحيفة «معاريف» الحكومات الأوروبية إلى سن قوانين تقلص من قدرة المسلمين والعرب على الهجرة إلى أوروبا، وتسهم في أحكام المراقبة على الجاليات الإسلامية هناك، بالتزامن مع توجه خبراء من جهازي «الموساد» و«الشاباك» العبريين لباريس لتقديم المساعدات الفنية للأجهزة الأمنية الفرنسية لمساعدتها في مواجهة موجة العمليات الأخيرة. 3- تعزيز الهجرة إلى دولة الكيان الصهيوني وما يعرف بخطر الهجرة العكسية التي بلغت عشرات الآلاف منذ عام 2006 إلى الآن (أكثر من 800 مهاجر عكسي خلال عام 2014 وحده)، مما يشكل خطرًا ديموغرافيًا على الدولة العبرية في ظل ازدياد أعداد الفلسطينيين، وهو ما تصفه "إسرائيل" بالقنبلة الديموغرافية.وهذا هو السبب في تجرؤ "إسرائيل" على التصريح بأن دول أوروبا صارت غير آمنة، حيث يبدو أن دولة الاحتلال ترى مصلحتها في زيادة الهجمات المسلحة على أوروبا، من أجل استخدامها كفزاعة لتشجيع هجرة اليهود إلى "إسرائيل". 4- زيادة الضغط على «حماس» وعكس مكاسبها مؤخرًا، واتخذ البرلمان الأوروبي قرارًا برفع حركة حماس من على قوائم الإرهاب الأوروبية، مؤكدًا أن إدراج الحركة على تلك القوائم قد شابته مخالفات منهجية وتجاوزات، بينما تسعى "إسرائيل" بشدة للربط بين اسم حركة حماس وبين مسلحي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من أجل التضييق عليها في أوروبا. 5- رد الضربة لدول أوروبا بعد تصويت بعضها على قانون منع الاحتلال لم يكن مستبعدًا أن تسعى الصحف العبرية إلى توظيف الحادث الأخير كسلاح مشهر في وجه أوروبا ردًّا على دعمها الفلسطينيين في مجلس الأمن والتصويت بشأن قرار إنهاء الاحتلال مؤخرًا (والذي تم رفضه لعدم استكمال النصاب، وبسبب الفيتو الأمريكي) الأمر الذي أثار حفيظة "الإسرائيليين".