لقي اقتراح الجزائر القاضي باعتماد بيان يندّد بتنظيم منتدى (كرانس مونتانا) في مدينة الداخلة المحتلّة دعما من قِبل عدّة بلدان في المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، حسب ما علم بأديس أبابا لدى هذه الهيئة. ومن جانب آخر، تلقّى نظام محمد السادس صفعة أوروبية مُدوِّية بعد أن اعتبر الاتحاد الأوروبي الصحراء الغربية إقليما غير مستقلّ. في تقرير المفوِّضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وكذا في مبادرة الجزائر تمّ اقتراح خلال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي اعتماد بيان يندّد بعقد منتدى (كرانس مونتانا) [مارس 2015] في مدينة الداخلة المحتلّة. وأسفر هذا الاقتراح عن (نقاش مكثّف) داخل المجلس، حسب ما أضافه ذات المصدر الذي ينتظر اعتماد هذا الاقتراح الذي يلقى (دعما كبيرا) من قِبل العديد من البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي حتى تتمّ مقاطعة المنتدى. وفي سياق آخر، اعتبر الاتحاد الأوروبي على لسان ممثّلته السامية للشؤون الخارجية وسياسة الأمن فيديريكا موغيريني أن الصحراء الغربية (هي إقليم غير مستقلّ، وأن مملكة المغرب هي القوة المسيّرة لهذا الإقليم). وفي ردّها على سؤال طرحه عليها نائب أوروبي حول وسم المنتجات القادمة من الأقاليم المحتلّة للصحراء الغربية ذكّرت السيّدة موغيريني بالموقف الثابت للمفوِّضية الأوروبية في هذا المجال، والذي يقضي بالانضمام الكامل (للاتحاد الأوروبي إلى موقف الأمم المتّحدة التي تعتبر الصحراء الغربية إقليما غير مستقلّ والمغرب القوة المسيّرة لهذا الإقليم). وبخصوص مسألة الوسم أكّدت الممثّلة السامية للاتحاد الأوروبي أنه (بالرغم من أن اتّفاق الشراكة والاتّفاق الفلاحي المبرم مع المغرب في 2012 لا يتضمّنان قواعد خاصّة تخصّ الشروط المتعلّقة بوسم المنتجات، إلاّ أن المفوِّضية الأوروبية وضعت آلية للمراقبة). وترمي هذه الأخيرة إلى مراقبة تنفيذ اتّفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في جوانبه المتعلّقة بالصيد البحري والفلاحة في إطار لجنة فرعية للفلاحة والصيد البحري وفقا للاتّفاق. وكانت نائب رئيسة اللّجنة المكلّفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن قد عبّرت عدّة مرّات أمام نواب أوروبيين عن (دعمها لحلّ يتضمّن تقرير مصير الشعب الصحراوي على أساس لوائح مجلس الأمن الأممي ذات الصلة). للتذكير، تمّ إدراج الصحراء الغربية منذ 1963 في قائمة الأراضي غير المستقلّة، وبالتالي تطبّق عليها اللاّئحة 1514 للجمعية العامّة للأمم المتّحدة التي تتضمّن إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة. وتعدّ الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلّة من طرف المغرب منذ 1975، وفي هذا الصدد ما فتئ الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته اتجاه حقّ شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره.