حمل المشاركون في الملتقى الوطني لحوادث المرور على مدار اليومين الماضيين بالبويرة السائقين مسئولية حوادث المرور على المستوى الوطني والعالمي ، وذلك بمناسبة الأسبوع العالمي للمرور ، الذي احتضنه معهد العلوم الإنسانية بالمركز الجامعي بالبويرة ، حيث أوضح كل من مصالح الدرك الوطني والشرطة إلى جانب مصالح الحماية المدنية ان العنصر البشري هو السبب الرئيسي في هذه الحوادث . في هذا الشأن ممثل الحماية المدنية بالبويرة تطرق إلى ارتفاع حوادث المرور على مستوى الطريق السيار بعدما كانت على مستوى الطريق الوطني رقم 5، وما هذا إلا دليل على ارتباط حوادث المرور بالعامل البشري ، فما المتدخلون من أساتذة المختصين في علم الاجتماع ،فقد اعتبروا ظاهرة حوادث المرور من ظواهر العنف الاجتماعي ، حيث تأثير نفسية السائق في كيفية السياقة ، وما ينجم عنه من العنف ، والذي يولد حوادث مرور أليمة ، فيما مصالح الدرك الوطني قدمت أرقام مخيفة عن حوادث المرور على المستوى العالمي والوطني ، حيث دقت ناقوس الخطر من خلال الإحصائيات التي قدمتها والتي بينت في تدخلها أن الظاهرة أصبحت تهدد صحة الإنسان ،خاصة وانه عدد القتلى سنويا في العالم 1.5 بلغ مليون قتيل بما يعادل 3296 قتيل في اليوم و 137 في الساعة ، و 02 قتيل في كل دقيقة وقتيل واحد في كل 26 ثانية ، فيما عدد الجرحى يصل سنويا 70مليون جريح ،وفي هذا الشأن ذات المصالح أوضحت أن 50 مليون جريح سنويا ، يعادل 137362 جريح في اليوم و 5723 جريح في الساعة و 95 جريح في كل دقيقة ، وجريح واحد في كل ثانية . وهو ما يخلف سنويا مليون معوقا، أي بنسبة 2747 معاق حركيا في اليوم، 114 معاق في الساعة ، 02 معاق في كل دقيقة ، و معاق في كل 30 ثانية ، كما أضافت هذه المصالح ان هذه الأرقام ستعرف تزايدا خلال العشرين سنة المقبلة في حالة عدم التكفل بالوقاية ، خاصة في ظل تجاهل وسائل الإعلام لهذه الظاهرة ، وهذا حسب هذه الجهات ، فان الجزائر تأتي في المرتبة الرابعة عالميا من حيث حوادث المرور بعد أمريكا ، إيطاليا وفرنسا ،و قدرت هذه المصالح أكثر من 3700 قتيل سنويا ، أي بما يعدل قتيل في كل ثلاث ساعات وأزيد من 58000 جريح بما يعادل جريح واحد في كل 10 دقائق و 3000 معاق حركيا سنويا بنسبة معاق في كل ثلاث ساعات ، حيث أشارت هذه الجهات أن هذه الحوادث تكلف خزينة الجزائر نحو 100 مليار دينار سنويا ، وهذا حسب إحصائيات 2007 ، وهي تكلفة إنجاز 30 ألف مسكن من نوع ثلاث غرف ، كلفة إنجاز ما بين 150 إلى 180 كلم من الطريق السيار ، إنجاز 22 مستشفى بطاقة استيعاب 240سرير وكلفة تكوين 32500 طبيب عام لكن رغم هذه الأرقام المخيفة ، إلا أن هذه الجهات كشفت عن تراجع حودث المرور خلال السنة الأخيرة مرجعة سبب ذلك إلى القانون الجديد للمرور ، والذي كان جد قاسي ضد السائقين ، وذلك من فرض عدة عقوبات ، بما فيها الغرامات ، التي عرفت ارتفاعا في قيمتها ، حيث أوضح نقيب الدرك أن الجزائري يحترم القانون بمجرد الوصول إلى جيبه ، خاصة مع الأزمة الاقتصادية وتدني المستوى المعيشي للمواطن ، حيث سجلت هذه الجهات 25139 حادث مرور خلال سنة (2008) أسفرت عن مقتل 3662 شخص وإصابة 44209 أخر بجروح ، بينما سجلت في السنة الماضية (2009) 24715 حادث مرور نجم عنه مقتل 3829 شخص و وجرح 43792 شخص ، هذا في الوقت الذي سجلت فيه 5018 حادث مرور في ظرف الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة خلفت مقتل 871 شخص وجرح 8570 شخص ، حيث تراجعت حوادث المرور مقارنة بالثلاثي الأول من سنة 2009 ب 3098 حادثا وانخفض عدد القتلى ب 186 قتيل أي بنسبة ب 19.56 بالمائة ، وعدد الجرحى ب 26.57 بالمائة أي ما يعادل 3671 جريح مرجعون سبب ذلك إلى تطبيق الأحكام الجديدة للقانون. وبالنسبة للمتورطين في هذه الحوادث فمصالح الدرك في تدخلها بينت أن شريحة العمر التي تتراوح مابين 25سنة إلى 34 سنة أكثر تورطا بتسجيلهم 13036 حالة حيث يمثلون نسبة 34.37 بالمائة من مستعملي الطريق، كما سجلت أكثر بين المحترفين ، حيث من بين 37928 من إجمالي مستعملي الطريق 8262 سائق محترف يكون في سبب الحوادث أي بنسبة 21.78 بالمائة ، وعليه رأت هذه الجهات انه يجب التركيز على هذه الفئة ، وهذا من خلال الحملات التحسيسية .