عالجت محكمة جنايات العاصمة أمس ملف طالب جامعي بكُلّية الهندسة المعمارية بجماعة (هوّاري بومدين) تمّت متابعته على أساس جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها راح ضحيتها ابن حيّه الذي تحرّش به وحاول الاعتداء عليه، ليجد نفسه مضطرّا إلى الدفاع عن نفسه وتوجيه له طعنة على مستوى القلب فارق على إثرها الحياة، ليتلمس في حقّه ممثّل الحقّ العام عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. حيثيات القضية انطلقت بناء على نداء مصلحة الاستعجالات الطبّية بمستشفى (مصطفى باشا) بتاريخ 19 أكتوبر 2013 مفاده استقبال شابّ ضحية الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض وقد فارق الحياة خلال تلقّيه الإسعافات الأوّلية، وأن سبب الوفاة نزيف حادّ في القلب نتيجة الطعنة التي تلقّاها. وعليه تمّ استجواب شقيق الضحية المدعو (ن. عادل) الذي كان شاهدا على الجريمة، حيث صرّح بأنه وصل إلى مسامعه أن شقيقه تشابك مع المتّهم فأسرع لفضّ الشجار، غير أنه وجد المتّهم جالسا مع أصدقائه فدعاه على جنب للاستفسار عمّا حدث ليتلحق بهما الضحية الذي كان في حالة هيستيريا وحاملا سلاحا أبيض فحاول إقناعه بالعدول عن الشجار فرفض ووجّه للمتّهم ضربة على مستوى وجهه بسلاح (سيكاتور)، ليشاهد مباشرة شقيقه على الأرض والدم ينزف من بطنه فأمسك السكّين الذي كان يحمله شقيقه وقام باللّحاق بالجاني الذي لاذ بالفرار إلى مركز الأمن الحضري بالمحمّدية. المتّهم خلال استجوابه وعبر جميع مراحل التحقيق اعترف بأنه في يوم الوقائع كان جالسا في الحيّ رفقة مجموعة من أصدقائه إلى أن اقتربت منهم سيّارتان، واحدة من نوع (206) والثانية من نوع (فولف) وتشاجر الأشخاص الذين كانوا على متنهما فيما بينهم وتلفّظوا بعبارات بذيئة فتدخّل رفقة أصدقائه لفضّ الشجار وإبعادهم عن الحيّ فتمكّنوا من تهدئتهم باستثناء الضحية الذي هدّده بالعودة بعد 10 دقائق لقتله، ومن خوفه عاد إلى المنزل وفكّر في إبلاغ مصالح الأمن بتعرّضه للتهديد فقام بحمل سكّين مطبخ الخاص بتقشير البطاطا، وفي طريقه إلى مركز الأمن اِلتقى بأصدقائه الذين طلبوا منه عدم الالتفات إلى تهديده قبل أن يصل شقيقه ويطلب منه إنهاء الإشكال ومسامحة شقيقه الذي يمرّ بظروف صعبة، ليلتحق بهم الضحية الذي أشهر السكّين في وجهه وبدا يلوّح به، ثمّ أمسكه من رقبته ووجّه له ضربة على وجهه، ودون أن يشعر طعنه على مستوى البطن، مصرّحا بأنه لم تكن لديه نيّة القتل، بل كان في حالة دفاع عن نفسه.