رغم الحراك السياسي المتعدّد التي تقوده قوى حزبية معارضة وأخرى من الموالاة ترجمت في عدّة عروض سياسية على الساحة لكنها لم ترق إلى حدّ الآن إلى نتائج ملموسة، ويلاحظ أن ندوة الاجماع الوطني التي بادرت بها جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) لم تتّضح معالمها بعد بحكم تردّد العديد من الأحزاب. سار أوّل أمس الخميس عمار غول، رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر (تاج) على خطى سابقيه من الأحزاب التي ساندت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأفلان والأرندي، حيث لم يفصل عمار غول نهائيا في حال سيشارك في ندوة الإجماع الوطني أم لا واكتفى بتعيين عضوين من قيادته للتواصل مع (الأفافاس). وذكر غول في تصريح للصحافة عقب اللّقاء الذي جمعه بالسكرتير الأوّل لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبّو أن من بين المبادىء الأساسية التي لابد أن تعتمد عليها ندوة الإجماع الوطني هي تعديل الدستور من أجل أن يرقى إلى مستوى عال ومكرّس لخدمة الصالح العام وليس لخدمة المصالح الضيقة، وقال إن للالتفاف حول ندوة الإجماع الوطني مرهون في الأساس بعدم المساس بشرعية مؤسسات الدولة والعمل على إثراء الإصلاحات السياسية وعلى رأسها تعديل الدستور، راجيا أن تمرّ كلّ الإصلاحات عبر الحوار والتوافق والإجماع الكلّي، (وإن لم نصل إلى الإجماع الكلّي على الأقل نصل إلى أعلى مستوى من الإجماع). في هذا الإطار، قال عمار غول: (نحن لسنا بحاجة إلى مرحلة انتقالية)، مشيرا إلى أن أن الجزائر أمام ثلاثة تحدّيات كبرى تتمثّل في الإرهاب، الأفكار الهدّامة والمخدّرات، وأكّد أن وضع الجزائر ليس بالأمر المقلق، (الجزائر ليست في أزمة سياسية حادّة). وعن أهداف اللّقاء التشاوي الذي جمعه مع (الأفافاس) أكّد عمار غول أنه يتجلّى في الأساس من خلال إثراء المشهد الاقتصادي والاجتماعي للخروج من التبعية الكلّية للبترول، والذي قال إنه يتمّ من خلال كلّ الجزائريين، إلى جانب البعد الاجتماعي والعمل على المحافظة على المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والرفع من الطبقة الوسطى، وكذا تعزيز الأمن والاستقرار والمكانة الريادية للجزائر في منطقتها، مؤكّدا أن المبادرة تحتاج إلى الوقت اللاّزم ومواصلة الجهد وتقديم تنازلات من قِبل الجميع والسعي نحو التموقع لخدمة المصلحة العامّة، وكذا تغليب مصلحة الوطن وتقوية مساحات القواسم المشتركة وتقليص نقاط الاختلاف. ومن هذا المنطلق بيّن غول في سياق حديثه أن الجزائر لديها تحدّيات وطنية وإقليمية ودولية تستدعي الاتّفاق حول سبل مواجهتها بعيدا عن أيّ تشخيص يشير إلى وجود أزمة تستوجب اللّجوء إلى مرحلة انتقالية. ومن جهته، وصف بالسكرتير الأوّل لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبّو اللّقاء ب (الصريح)، مشيرا إلى أن مسار المبادرة (بخير)، وأن جبهة القوى الاشتراكية (عازمة على مواصلة سلسة لقاءاتها مع مختلف الفاعلين السياسيين). وأوضح نبّو أن الجبهة تعمل من أجل تشكيل (مجموعة تنسيق) تضمّ ممثّلين عن كلّ حزب سياسي لتحضير ندوة الإجماع الوطني، مؤكّدا عزمه على مواصلة العمل لرفع كلّ التحدّيات مع ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار رغم كلّ الخلافات الموجودة بين الأطراف السياسية، وقال إن الجزائر بحاجة إلى هذا الإجماع للخروج من الأزمة ورفع التحدّي، سواء على المستوى الأمني السياسي أو الاقتصادي.