*.. وأطفال آخرون يهجرون المدارس خوفا من حوادث المرور لم يخلف الحادث ضحايا وجرحى فقط، بل عشرات التلاميذ المنهارين نفسيًا، وفي مقدمة هؤلاء الطفلة (مليكة كنوش) (ابنة عمي أحمد، عون المرور)، التي كشف لنا والدها وبالوثائق، وصور الأشعة، أن ابنته التي أصيبت في جمجمة رأسها يوم الحادث، قد تعرضت لاحقًا إلى حالة انهيار عصبي حاد، خاصةً أنها كانت زميلة أحد الضحايا في القسم، الآن هي منهارة، تستفيق من النوم مذعورة وهي تصيح: (بعدي.. ما يقراش معايا.. روح)!.. من جهته (أحمد عامر العين) المدعو أيمن (14 سنة)، جار عائلة (لطرش)، وصديق ابنهم، انهار هو الآخر نفسيًا بعد الحادث الذي عاش كل أطواره، وهو الذي كان يتشبث بجثة الضحية، وراح يعانقه وهو يقول: (عبد القادر افطن.. افطن..) (وفي ظنه أنه - فقط- مغمى عليه).. فيما أكد لنا والد (محمد إقبال) السيد (بلخروبي) أن ابنه يتابع الآن عند مختص نفساني، لأنه عاش بدوره الحادث، وكان آخر من التقى بالفقيد (لطفي) بعد شجار (مقابلة الاعتزال) التي جمعت أبناء الحي، خاصة أن الراحل، وقبل لحظات من رحيله، طلب منه السماح، وكان آخر ما قاله الفقيد له: (لا اغلطت معاك سامحني، ولا حسيت روحك غالط راك مسامح).. قبل أن يودع _ مثل باقي أصحابه الضحايا _ الجميع، وهم يقولون (هذه آخر مباراة لنا معكم.. اتهلاوا في رواحكم..).. (بدون تعليق)